"الثبات" لفت وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى أنه “نسجل اليوم الخمسين من العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا في غزة والمجازر التي يرتكبها وما زال العالم العربي والمجتمع الدولي يتفرجان”، مضيفا: “تشاهدون ما يجري في اليمن الشقيق والأخطر ما يجري في العراق وسوريا”.
واعتبر المعلم في مؤتمر صحافي أن “ابرز ما شهده العالم هو قرار مجلس الأمن في مجال مكافحة ارهاب “داعش” و”جبهة النصرة” في سوريا”، مؤكدا “ترحيب سوريا بهذا القرار، وان كان متأخرا ونلتزم به ونرحب بكل القوى الملتزمة في هذا القرار”.
واشار الى أن “ابرز ما جاء في هذا القرار هو التاكيد على استقلال سوريا وسيادتها واستقلالها الوطني وهذا يعيد التاكيد بان الإرهاب بجميع اشكاله يشكل احدى الأخطار التي تمس بالسلامة والأمن الدوليين”، مشددا على أن “هذا القرار صدر باجماع اعضاء مجلس الأمن وهذا يؤكد لنا ان بعد سنوات من اندلاع الأزمة في سوريا التي كنا ننادي بها بتجفيف منابع الإرهاب من تمويل عبر المعابر على حدود سوريا لم يكن احد ينصت لكن جاؤوا اخيرا بهذا القرار”.
وأوضح المعلم أن “القرار يشدد على مشاركة تعاون جميع الدول في منع التهديدات الإرهابية وعزلها وشل حركتها”، لافتا الى أن ” هناك نقاط لابد من التوقف عندها تؤكد موقفنا، فحتى التحريض على الإرهاب والفكر الإرهابي لا بد من وقفه ومن تصديره”، مشيرا الى أن “هناك فقرات عديدة في القرارا تتحدث عن وقف استيراد المقاتلين الأجانب وعبور الحدود بين سوريا والعراق ووقف النشاطات الثقافية والدينية وهذا القرار ملزم لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة”.
وسأل “هل لمسنا تحركا دوليا جادا حقيقيا لتنفيذ هذا القرار؟”، وقال: “قرأت تقريرا في “واشنطن بوست” نشرت الأسبوع الماضي، يقول هذا الشخص أنّ تعاون “داعش” مع تركيا تعاون وطيد عندما يذهبون إلى تركيا تفرش لهم السجادة الحمراء ويقومون بمعالجة جرحاهم، هل يأتي هذا في إطار قرار مجلس الأمن 2270؟”، بالأمس تمّ الإفراج عن الصحفي الأميركي المختطف من قبل “جبهة النصرة” ونحن نرحّب بالإفراج عنه، لكن صدر بيان من وزارة الخارجية القطرية يقول أنّ الجهود القطرية أدّت للإفراج عنه”، متسائلا “أليست هذه الجهود مرتبطة بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي؟ وقبل ذلك صرّح أحد الوزراء الألمان أنّ لديهم معلومات عن تمويل قطر لتنظيم النصرة”.
وأضاف: “اريد ان ارى وان المس كمواطن سوري التزاما حقيقيا بتنفيذ هذا القرار من جميع الدول ولا سيما دول الجوار لسوريا”، مؤكدا “استعداد سوريا للتعاون والتنسيق على الصعيد الأقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب تنفيذا لقرار مجلس الأمن 2170 وفي إطار احترام السيادة والاستقلال الوطني لسوريا وباعتبار أنّ الحكومة السورية هي من ينفذ السيادة فأي جهد لمكافحة الإرهاب يجب أن يتمّ بالتنسيق مع الحكومة السورية.
ورأى المعلم أنه “لو كان هناك تنسيق واذا صدقت المعلومات الإعلامية عن عملية اميركية سورية على الأراضي السورية اؤكد لك انها لم تكن لتفشل، ونحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب ونرحب باي تعاون من اي دولة”، مشيرا الى أننا “كنا نحكم في مواقفنا على الأفعال التي نلمسها على أرض الواقع ولدينا وثائق عمن يمول الإرهابيين في سوريا ويسلحهم وكانت مواقفنا السياسية والإعلامية تعكس ذلك، الآن ماذا ننتظر من الغرب فسننتظر عن تحول في الموقف الغربي لجهة التحقق من الإرهاب في سوريا”.ودان “قتل الصحفي الأميركي جيمس فولي على يد “داعش” بأشدّ العبارات، وندين قتل أي مدني بريء”، متسائلا”هل سُمعت إدانة غربية للمجازر التي ترتكبها “داعش” و”جبهة النصرة” ضدّ قواتنا المسلحة، ضدّ المواطنين السوريين مع أنهم بالعشرات؟ مع ذلك ندين عملية قتل الصحفي الأميركي فولي”، معتبرا أن ” اي خرق للسيادة السورية من اي جهة هو عدوان على سوريا”، مشددا على أن “دمشق لا تنفصل عن حكومتها والتعاون يجب ان يتم من خلال الحكومة السورية التي هي رمز السيادة الوطنية”، لافتا الى أنه “يجب ان نلمس جدية في هذا التعاون وليس ازدواجية في المعايير”.وأعرب المعلم عن أسفه لأننا “لم نلمس حتى الآن التزاما من دول الجوار بتنفيذ قرار مجلس الامن”، معللا ذلك بأن “هذه الدول، ربما تشعر أن خطر “داعش” ليس فقط على سوريا وانما سينسحب على دول الجوار ما لم تلتزم الدول الإقليمية بتنفيذ هذا القرارا وتجفيف الخطر الإرهابي”، لافتا الى أنه “اذا بقي القرار حبرا على ورق فالخطر سيدهمهم جميعا”، داعيا الجميع الى أن “يبادر الى التعاون في مكافحة هذا الإرهاب”.وشدد على أن “سوريا جاهزة للتنسيق والتعاون لأننا نحن أبناء الأرض ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو لا لذلك من يريد العدوان على سوريا لا يوجد لديه مبرر إلا بالتنسيق معنا إذا كان راغباً بمكافحة الإرهاب وأي شيء خارج عن ذلك هو عدوان”، مرحبا بـ”كل جهد ضدّ “جبهة النصرة” و”داعش”، متسائلا “هل الغارات الجوية وحدها ستقضي على تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”؟ أنا لا أعتقد ذلك”، مطالبا بـ”تجفيف منابع الإرهاب، والتزام دول الجوار من ضبط حدودها وتبادل المعلومات الأمنية معنا، ووقف التمويل، ووقف التسليح ولا بد من وقف سرقة “داعش” للنفط السوري والعراقي”.واعتبر المعلم أنه “اذا كان الهدف من هذا الإجتماع ايجاد حل سياسي للأزمة السورية فلا حل للأزمة السورية الا بحوار بين السوريين أنفسهم ولا بد ان تحترم الأصوات التي صبت في صناديق الإقتراع ولا بد من التعاون لمكافحة الإرهاب ووقف التفكير الفكري والعقائدي الذي تصدره الينا وتتبناه هذه المجموعات الإرهابية، وهكذا نكافح الإرهاب”.وذكر أنه “قبل ساعتين ونصف كنت أتحدّث هاتفياً مع وزير الخارجية الروسي لافروف وناقشنا منطوق القرار وأهمية تحرك روسيا على الساحتين الدولية والإقليمية من أجل إقامة تعاون وتنسيق إقليمي ودولي لمكافحة الإرهاب”، مؤكدا أن “هناك تطابقاً تامًا في الموقف السوري والروسي والاتصال هو في إطار التنسيق المتواصل بين وزارتي الخارجية الروسية والسورية”، متسائلا ” اين هي علاقات تريكا الخارجية في العالم العربي”، معتبرا أن “هذه العلاقات تدهورت الى الحضيض ويجب ان تتغير السياسية التركية من اجل مصلحتها القومية ومصلحة الشعب النظر اعادة النظر في مواقف تركيا”.ورحب بأي “موقف ايجابي فاذا كانت السعودية ترى في هذه المواقع دفاعا عن مصالحها فلا ارى تعارضا بين مصالحنا ومصالحها”، مشيرا الى أن ” اي عمل يخفف من تأثير الفكر الوهابي ويحاسب من يقاتل في سوريا مع الإرهاب هو جيد لكن لا يكفي”، لافتا الى أنه “لا يعقل اطلاقا ان تكون هناك محاولات حثيثة لإضعاف سوريا ومحاصرتها اقتصاديا ومحاصرة جيشها في الوقت الذي يدعون فيها انهم يكافحون الإرهاب”، مشددا على أن “من يريد التعاون معنا يجب ان يكون جديا ومخلصا وان يتخلى عن ازدواجية مواقفه”.واقترح المعلم ” التعاون والتنسيق وبقطع الطريق على اي مبرر لوجود الإرهاب وداعش في العراق وسوريا”، معتبرا أن “كل من يحمل السلاح ضد الحكومة السورية هو ارهابي، وكل من يقتل مواطن سوري بريء سواء من المدنيين او قواتنا المسلحة هو ارهابي”، لافتا الى أن “ما تقوم به الدولة السورية من مصالحات في مناطق عدة يشكل نقطة مهمة في الجهود السورية للمصالحة بين الشعب السوري”.
ورأى أن “الأيام المقبلة سوف تحكم على مدى جدية الدول الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب وحتى الآن لم نلمس هذه الجدية اما موضوع تصنيف ان هذا معتدل او غير معتدل فهذا أمر مضحك”، لافتا الى أن “من يرى ما هو تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” يدرك فورا انه اخطر بكثير مما هو موجود في افغانستان و”الناتو” موجود لأكثر من 10 سنوات بحجة مكافحة الإرهاب فكيف يقولون اننا نريد مكافحة الإرهاب في سوريا هذه هي المعايير المزدوجة”، معتبرا “لو ان هذا التغيير في السعودية سيحدث بعد زيارة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الى الرياض اقول ان الزيارة تأخرت كثيرا وانا لا اعتقد ذلك اما في ما يتعلق بمحور المقاومة فالتنسيق جار بيننا”.واشار الى ان “الخارجية السورية أرسلت الى مجلس الأمن بوثائق لإدراج “الجبهة الإسلامية” في المنظمات الإرهابية”، لافتا الى أن “الجبهة الإسلامية” ان كان في عرسال او في حلب تتعاون مع “جبهة النصرة” كما انه في ريف دمشق جماعة تتعاون معهم اعتقلناهم لأنهم يحاولون التدخل في المصالحة الوطنية وهم جزء حليف للنصرة”، مشددا على أن ” من يتعاون ميدانياً مع جبهة النصرة وداعش يكون منسجماً معهم والجبهة الإسلامية إن كان في عرسال أو في لبنان أو في جنوب سوريا أو في حلب تتعاون مع جبهة النصرة، ثانياً مؤخراً في ريف دمشق الشرقي جماعة الجبهة الإسلامية اعتقلوا مسلحين تابعين لهم من كتائب أم المؤمنين اعتقلوهم لأنهم يحاولون الدخول في المصالحة الوطنية، إذاً هؤلاء لا يريدون وليس في معتقدهم التعاون مع الحكومة السورية لمواجهة داعش بل هم جزء حليف لجبهة النصرة في مواجهة القوات المسلحة السورية، لذلك أقول كلّ من لديه شعور وطني حقيقي تجاه بلده وشعبه وجيشه يجب أن ينضمّ إلى هذا الجهد في مكافحة الإرهاب”.
وشدد على أن “كل مواطن سوري على الأراضي السورية هو مسؤولية الحكومة السورية ان كان يعيش في السويداء او في اي منطقة اخرى”، موضحا أن “من يحكم السياسية الروسية باستمرار في العالم هو مجلس الأمن ولا تنفرد روسيا بقرارات خارج مجلس الأمن لكن التعاون هو لمكافحة الإرهاب”، لافتا الى أن “احداث مطار الطبقة والتي ادى الى مقتل العشرات من داعش، ولكن عندما رات القيادة ان هناك خطر على الجنود افرغت القاعدة وتم سحبهم الى مكان آمن وهذه امور تحدث في كل الدول”.وحذر المعلم “كل الدول من أن “داعش” لا حدود لها، وكلما اسرعنا كلما خففنا من مخاطر داعش وجهة النصرة”، مؤكدا أن “الخارجية السورية ستواصل توثيق الأعمال الإجرامية للجبهة الإسلامية من اجل ادراجها في لائحة الإرهاب”.