نص كلمة النائب يرب ولد المان في ندوة الوفد البرلماني الموريتاني بالعاصمة بيروت

خميس, 2017-09-28 00:21
النائب البرلماني يرب ولد المان

قال النائب البرلماني لمقاطعة أنبيكت لحواش عن حزب الحراك الشبابي من أجل الوطن يرب ولد المان، في مداخلة له خلال ندوة الوفد البرلماني التي أقامها مساء اليوم بالعاصمة اللبنانية بيروت إن مشرق الوطن العربي ومصر هما قلب الأمة ومنطلق شرارة المقاومة ضد الاستعمار والوقوف في وجه الكيان الصهيوني، لهذا خطط الاستعمار الغربي لتفكيك البنية الاجتماعية في هذه المنطقة، ..

وهذا نص مداخلة النائب:

-السيد الرئيس

-الساده الأعضاء

-أيها الإخوه والأخوات

لايختلف اثنان على حالة الفوضى التي عرفتها المنطقة العربية عموما إثر تداعيات ما أطلق عليه اعلاميا الربيع العربي، ولايختلف اثنان على قوة الضغط والتمويل والتدخل في الموضوع من قبل الغرب ومن قبل الرجعية العربية وأذناب الإستعمار والصهيونية والمتآمرين من أجل تفكيك المتبقي من الوطن العربي وتدميره .

إن التجربة العربية والجغرافيا العربية والتاريخ يقولان بما لايدع مجالا للتأويل أن أقطار المشرق العربي ومصر هما القلب الكبير والحي والنابض لهذه الأمة ومنها تتحرك المشاريع وتنتفض الشعوب بحثا عن تحرير أرضها ومواجهة أعدائها، وفيها توجد أعتى الجيوش العربية والمعول على وقوفها في وجه الصهيونية .

على هذا الأساس كان لابد من تفكيك المنطقة وتخريبها فكان تدمير العراق وإلهاء مصر بمسرحية سيئة الاخراج رديئة الحبك، وتوريط سوريا في مؤامرة دولية أشترك فيها المال العربي بالحقد الصهيوني والسلاح الغربي، وكان الجميع ضد دمشق ليس لأنها دمشق فقط ،لأنها مشروعا عربيا قوميا وموقفا وحدويا رافضا للتطبيع او لتدوير البندقية عن الكيان الصهيوني تحتضنه دمشق ويحتضن دمشق .

نعم مؤامرة دولية بحجم التي تعرضت لها سوريا كانت كافية لتفكيك أعتى بلدان العالم، وحسب عديد الدراسات فإن ما أنفق لضرب النظام السوري وتفكيكه كفيل بتدمير عشرات الدول الاوربية وكفيل بتفكيك الولايات المتحدة نفسها، وما وجه لسوريا من مرتزقة ومن سلاح ومن شذاذ آفاق من كل أصقاع الدنيا كافي بتدمير قارة بأكملها ونفس دولها واقتصاداتها.

كانت المؤامرة كبيرة والإنفاق عليها سخي جدا، وكان الدور العربي فاضح وقاصر ومشارك في بعض الأحيان، حيث كان النفط العربي سلاح في يد أعداء الأمة كالعادة وكان توجيه الشباب العربي بفتاوي الموت لوجهة ضالة لقتل إخوتهم وتدمير بلدانهم وترك الجبهة الصهيونية دون رصاصة واحدة .

ان ربع ما انفق على تدمير سوريا لو وجه لمقاومة الكيان الصهيوني لعاد الصهاية خلف البحر من حيث جاؤوا.. لكن عقلية الفتنة والمؤامرة وجهت الدمار لدمشق ووجهت الحرب لدمشق وسورية وكان العار أن قتل أبناء الجيش العربي السوري وشرد أهل الشام بسلاح العرب ونفط العرب وغاز العرب .

إن تجربتنا مع هذه الثروة المهدرة سيئة وتتكرر كل مرة من بداية بروز الدولة الوطنية في الوطن العربي ومن بدايات صراعنا مع الصهيونية العالمية ورعاتها وأذنابها في العالم.

غير أن دمشق التي حاربها الجميع ووقف في وجها الجميع ..شمخت على التحدي وتمسكت بالأحرار ورفضت أن تسقط وخلفها كان أمل عربي بفجر جديد .. فجر لايحمل نفسا طائفيا ولايفكر بشكل مذهبي ولايقتل الاطفال ويهدم المدارس والمساجد والكنائس ويهدم الآثار ويقتل روح الحضارة .. وبحجم المؤامرة وقدرها كانت المواجهة وكان التحدي وكانت الأيام العصيبة من قتل وتشريد وقصف وإغتيال للقادة وتخلي عن المواقف وشراء للذمم وبيع للضمائر وتنكر الاخوة والأصدقاء وحتى الحلفاء والذين باع بعضهم موقف مقابل مال وأجنحة في الفنادق الفخمة ... ورغم هذا ورغم كل هذا العار استمرت دمشق بنظامها وقائدها وحماتها وإخوتها في خندق التحرر والانسانية لترسم في نهاية سبع عجاف ملحمة النصر وملحمة العبور الخالد نحو غد مشرق ..نحو وطن ممسوك بالعروبة ومحكوم بالمواجهة المستمرة مع الكيان الصهيوني ولاتحيد بوصلته عن فلسطين .

في كل الوطن العربي كان الأحرار يترقبون بقلق مسرح المعركة في الشام ويعلقون آخر قنديل أمل في بنادق رجال الجيش العربي السوري لكسر الهزيمة ولضرب المؤامرة، إن الاعتقاد السليم والذي ورثناه من كل حروبنا مع الصهاينة والرجعية العربية أن الجيش الأول هو الجيش العربي السوري والجيش الثاني والثالث في مصر، ولحد الساعة لايوجد في تنظيم الجيش المصري جيش أول، حيث أن الجيش الأول في سوريا وخسارته للمعركة مع الارهاب والقتل والفضيحة يعني ان تنتقل الحرب إلى مصر مع الجيش الثاني والثالث، غير أن دمشق وفرت على مصر الحرب وحمت مصر من الموت والدمار والارهاب الأسود ومنعت مشاريع تقسيم المقسم وتفكيك المفكك في المنطقة العربية، وتعيد من جديد رسم خارطة الوطن بقوة السلاح وليس بتقطيع المستعمر والمتآمرين معه .

إن سقوط المؤامرة يعني النصر ولو كان الثمن باهظا فهذه ضريبة الأرض وضريبة الموقف وضريبة التاريخ وثمنها من دماء الأحرار يرخص في سبيل الحرية والكرامة والعزة .. والأهم أن مشروع تقسيم الوطن العربي على اساس كانتونات دينية رجعية مذهبية تم وأده في الشام وتم تجاوزه ولن يعيش مجددا .. وتصدير النموذج الداعشي توقف وتم قبره في ارض سورية ولن يبعث من جديد في أي نقطة عربية من وطننا الغالي .

حفظ الله دمشق ونظامها العروبي ..حفظ الله جيشا قاتل نيابة عنا جميعا وانتصر لنا كلنا

والسلام عليكم ورحمة الله

النائب: يرب ولد المان