تختلف الآراء والتحليلات حول تفسير تزايد موجات العداء ضد السود داخل الولايات المتحدة الأمريكية في الأونة الأخيرة، والتي تمثلت مؤخرًا في إطلاق رجل بوليس أبيض ست رصاصات على الشاب الأسود مايكل براون، وهو أعزل، في مدينة فيرجسون، مما أدى إلى مصرعه على الفور.
فبعض الآراء ترى أن مظاهر العداء تجاه السود ، هي مجرد حالات فردية لبعض رجال البوليس والمدنيين البيض، يرتكبونها بفعل الآثار المتبقية من ميراث العنصرية ضد السود. بينما يري البعض الآخر، أن التمييز والاضطهاد للسود، مازال يعشش في عقول عدد كبير من الأمريكيين البيض، بل الأسوأ ،أنه آخذ في التزايد في الفترة الأخيرة.
وخروجًا من الاختلاف النظري ، حاول الكاتب اﻹيطالي جوفاني ماورو البحث عن حقيقة وجود العنصرية ضد السود أو عدم وجودها، ومدي انتشارها بين البيض الأمريكيين، فقرر اللجوء إلى عدة مصادر أمريكية رسمية، وموثقة لمعرفة الحقيقة، منها مكتب الإحصاء الأمريكي، والمركز الفيدرالي لإحصاءات التعليم، ومكتب الولايات المتحدة للإحصاءات العدالة، والمركز الفيدرالي لإحصاءات العمل.
وقد توصل إلى وجود عشرة حقائق رقمية تفسر ما يعانيه السود من عنصرية، نعرضها كما هي في الواقع :
الحقيقة الرقمية الأولى
انخفضت نسبة عدد السكان البيض في الولايات المتحدة الأمريكية من 80 % عام 1980 إلى 66 % عام 2008 . وفي المقابل ارتفعت نسبة السكان الأسبان(المهاجرين القادمين من أمريكا اللاتينية) من 6 % إلى 15% في نفس الفترة، بينما ظلت نسبة السكان السود ثابتة، تتراوح حول 12% من عدد سكان الولايات المتحدة .
الحقيقة الرقمية الثانية
من المتوقع أن يمثل الشباب البيض تحت سن 18 عامًا، الأقلية بين شباب أمريكا في سنة 2030. بينما سيصبح البيض كلهم، وبغض النظر عن أعمارهم، الأقلية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك في عام 2042 .
الحقيقة الرقمية الثالثة
بلغت نسبة عدد الأطفال السود الذين يعيشون في فقر 37 % من بين أطفال أمريكا، ويأتي الأطفال الأسبان في المرتبة الثانية بنسبة 27 %، يليهم الأطفال الآسيويين حيث يعيش الـ 11% منهم في فقر، ويأتي قي المؤخرة الأطفال البيض، حيث يعيش العشرة بالمائة فقط منهم في فقر.
الحقيقة الرقمية الرابعة
يبلغ عدد العاطلين السود عن العمل ضعف عدد العاطلين البيض، وحتي السود الذين يعملون يتقاضون مرتبات، وأجورًا أقل مما يتقاضاه البيض بنسبة 20 %.
الحقيقة الرقمية الخامسة
من بين كل عشرة سود يعيشون في الولايات المتحدة تجازوا سن الثلاثين، يوجد واحد منهم في السجن.
الحقيقة الرقمية السادسة
من المحتمل أن كل شخص أسود ولد في عام 2001 سيتعرض إلى دخول السجن بتهمة ما أو بأخرى، وذلك بنسبة 32 % ،بينما تنخفض هذه النسبة إلى 17 % بالنسبة للأسبان، أما بالنسبة للبيض فإن احتمال دخول السجن تنخفض إلى 6 % فقط .
الحقيقة الرقمية السابعة
تغلظ العقوبات القضائية التي تصدرها المحاكم الأمريكية ضد السود بنسبة 20 %، مقارنة بنفس الأحكام التي تصدر ضد البيض على نفس التهم
الحقيقة الرقمية الثامنة
يتعرض التلاميذ والطلاب السود للفصل من مدارسهم، أكثر مما يتعرض الطلاب البيض بثلاثة أضعاف.
الحقيقة الرقمية التاسعة
في مدينة فيرجسون (التي قتل فيها أحد رجال البوليس البيض الشاب مايكل براون الأعزل بست طلقات، منها اثنتان في الرأس ) تبلغ نسبة عدد السكان السود 67 % من السكان، وفي المقابل 94 % من رجال البوليس هم من البيض .
الحقيقة الرقمية العاشرة
أعرب 48 % من الأمريكيين ، عن مواقف عنصرية ضمنية ضد السود، وذلك في عام 2008، وللأسف ارتفعت هذه النسبة إلي 51 % من بين البيض في عام 2012 .