شهد حفل زفاف أقيم الليلة قبل الماضية في مدينة نواذيبو، عراكا عنيفا بين بعض النسوة المشرفات على تنظيمه وفتاة جاءت للفرجة كما هي العادة في مثل هذه المناسبات الاجتماعية.
بدأ الشجار حين منع عنصر الأمن المكلف بمراقبة مدخل قاعة الحفلات التي تحتضن العرس فتاتين من صديقات العروس بحجة أنهما لا تحملان بطاقتي دعوة، طبقا لتعليمات والدة العروس التي تقيم حفل زفاف ابنتها؛ لكنه سمح لهما بالدخول بعدما أخبرته سيدة المكان بأنهما ضمن المدعوين؛ لكن فتاة أخرى حاولت التسلل، منتهزة الموقف ظنا منها أن الشرطي ربما يعتبرها معنية، هي الأخرى، بهذه التعليمات ، لكنه أمسك بذراعها وأمرها بالخروج على الفور.
غضبت الفتاة وطلبت من هذا الأخير ترك ذراعها والاكتفاء بأوامر شفهية وإلا فإنها لن تخرج؛ وهو ما تسبب في ضجة وتجمهر لبعض النسوة المشرفات على الحفل؛ حيث تدخلت إحدى قريبات الأسرة وطلبت من الفتاة المغادرة إن أرادت عدم التعرض للعنف؛ قبل أن تتدخل والدة العروس وهي في قمة الغضب وتمسك بشعر الفتاة ثم تلقي بها بعيدا حيث ارتطم رأسها بأحد الأعمدة الحديدية للبوابة.
حمل بعض المتواجدين الفتاة المصابة إلى بيت ذويها حيث ذهبت والدتها إلى مفوضية الشرطة لتقديم شكوى من صاحبة الحفل التي جاءتها فرقة من الشرطة وطلبت منها مرافقتها فورا إلى المخفر؛ فأكدت أنها مشغولة بعرس ابنتها ولا يمكنها الذهاب، وعليهم انتظار الغد؛ لكن رئيس الفرقة أثر على اصطحابها دون تأخير؛ مبينا أنها متهمة بالاعتداء على فتاة كادت تفقد حياتها بسببها.
وقد أمضت والدة العروس ليلتها عند الشرطة إذ رفضت أسرة الفتاة سحب شكواها أو الصفح عن المعنية؛ فيما توقف العرس وغادر كل المدعوين قاعة الحفل؛ قبل أن تتم تسوية القضية وديا في اليوم الموالي.
تجدر الإشارة إلى أن العريس شخصية رفيعة في هرم الدولة؛ وربما يكون مركزه من أهم الدوافع التي جعلت والدة عروسه تعتمد انتقائية صارمة في توجيه الدعوات، ومنع أي شخص لا يحمل بطاقة دعوة من حضور حفل زفاف ابنتها.