تشهد مناطق واسعة من موريتانيا هذه الأيام، موجة غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة؛ رغم دخول البلاد فعليا في مرحلة الشتاء؛ وهي وضعية تثير قلق الكثير من السكان في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.
ففيما يعاني سكان الأرياف بمناطق عدة من شرق البلاد وجنوبها، من ازدياد الحاجة للمياه بهدف تأمين الشرب لأنفسهم وكذلك لماشيتهم، ما زال سكان بعض المناطق الحضرية مثل العاصمة نواكشوط يضطرون لاستخدام المكيفات الهوائية للتخفيف من وقع الحرارة، مع زيادة استخدام المياه لأهداف الاستحمام ورش التربة قصد تلطيف الجو.
وضعية يبدو أنها تجسد ما يعرف بالتغيرات المناخية، إذ تشهد مناطق ظلت حتى وقت قريب جدا (قبل بضعة أشهر فقط) تمتاز بانخفاض درجات الحرارة فيها، خاصة مدينة نواذيبو الساحلية؛ معدلات قياسية في ارتفاع درجات الحرارة فيها؛ بينما تشهد مناطق اشتهرت بحرارة الطقس فيها ( ولاية لعصابة مثلا) موجة برد قياسية هذه الأيام.
وحسب بعض أوساط الرأي العام المحلي فإن حالة القلق المتزايدة إزاء هذا التطور المفاجئ في أحوال الطقس يسبب حالة من القلق الشديد من احتمال تسببها في ظهور انعكاسات صحية سلبية على السكان؛ من خلال أمراض مرتبطة باضطراب النمط المعيشي المعهود في مختلف مناطق البلاد؛ خاصة في ظل غياب أي حملة تعبوية أو تحسيسية لتمكين المواطنين من الاطلاع على التدابير الكفيلة بتأمين التعامل السليم مع هكذا اختلالات في النظام المناخي العام.