تعيش السيدة مريم بنت كيكورة وعائلتها اسرة اهل صالح ولد عبد الوهاب في العراء بعدما تهدم مسكنهم، الواقع في مقاطعة توجنين ، ليس بفعل زلزال ولا انهيارات أرضية، وإنما بفعل جرافات قامت بتجريف المسكن بأوامر وإشراف من وكالة التنمية الحضرية.
بنت كيكورة وأطفالها باتوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في مظهر أقرب ما يكون لمشاهد النازحين الفارين من الصراعات المسلحة في بعض دول العالم، أو ضحايا كوارث طبيعية؛ وذلك بعدما أمرت وكالة التنمية الحصرية ADU فرقا تابعة لها بهدم مسكّن هذه العائلة دون وجه حق.
ذلك أن الوكالة سبق لها أن حاولت هدم المسكن لمنحه لطرف آخر بطريقة ملتوية، حيث تم عرض القضية أمام الغرفة المدنية والاجتماعية بمحكمة نواكشوط الغربية، لتسأنف الضحية الحكم بعد صدور قرار بتنفيذه لصالح الطرف المدعوم من وكالة التنمية الحصرية.
الغرفة المدنية والاجتماعية بمحكمة استئناف ولاية نواكشوط الغربية أصدرت حكما بتعليق تنفيذ القرار، وكذلك فعلت المحكمة العليا؛ فلم يعد أمام الوكالة أي سبيل قانوني لتنفيذ هذا الإجراء الظالم؛ وبالتالي عمدت إلى هدم منزل الأسرة المسكينة، في تحد صارخ لأحكام القضاء الموريتاني الصادرة بهذا الخصوص.