حقائق عن التلفزة الموريتانية .../ بقلم: الشيخ ولد امحيميد

أربعاء, 2014-06-04 12:50

ليس من طبعي تتبع سقطات الناس، ولستت ممن يمدحونهم لنيل قسط من فتات الدنيا الزائلة، لكن ليس من الأخلاق الحميدة ولا من الشعور بالمسؤولية أن تتجاهل نجاحات الآخيرين وتتنكر لمحامدهم، وتجنح إلى تغليب مصالحك الخاصة على المصلحة العليا التي فيها مصلحة الجميع وخدمة الوطن.

إنه لا يخفى على أحد أن التلفزة الموريتانية كانت مؤسسة لنهب الممتلكات العامة وسرقة ما خف وزنه وغلى ثمنه من أجهزة وكاميرات ثمينة، وحتى إطارات السيارات وبنزينها ...

هذا بالإضافة إلى الفساد الإداري الذي كان مستشريا في أروقة التلفزة الموريتانية، واكتتاب الأشخاص على أساس المحسوبية والزبونية..

وليس ذلك فحسب، بل هناك الكثير من الممارسات المشينة واللا أخلاقية التي يضيق المقام عن حصرها.

لكن ومنذ تعيين الدكتورة خيرة بنت الشيخاني على رأس إدارة تلك المؤسسة، بدأ الوضع يتغير من أسوء إلى أحسن، وانطلقت السيدة -الصارمة والمتفانية في العمل، والوفية لوطنها ومهنتها- من إيمانها بالله عز وجل، ثم عزيمتها التي لا تقهر، حيث حاصرت الفساد في التلفزة الموريتانية، ونحت رموزه عن تسيير الموارد المالية والبشرية للمؤسسة، وأنشأت لجنة للصفقات تضم خيرة موظفي المؤسسة ممن عرفوا بالنزاهة والصدق والعفاف، وحظرت على نفسها توقيع أي مبلغ يزيد على الـ100 ألف أوقية، تاركة لجنة الصفقات هي المعنية الوحيدة بالاشراف على ذلك بطريقة شفافة ونزيه ووفق معايير واضحة.

وفيما يتعلق باكتتاب العمال فقد قررت بنت الشيخاني عدم اكتتاب أي شخص إلا من خلال مسابقة معلنة فتحت أمام الجميع بمن فيهم المتعاقدين مع التلفزة، وعهدت إلى لجنة مستقلة بالإشراف عليها من بدايتها وحتى نهايتها دون أي تدخل من الإدارة.

ومما يدل على مصداقية تلك المسابقة هو أن اللجنة المشرفة عليها يرأسها الدكتور الحسين ولد امدو المشهود له في الوسط الإعلامي بكفاءته العالية ونزاهته المنقطعة النظير.

وهكذا وبعد أن انتهت المسابقة ونجح من نجح ورسب من رسب، بدأت مجموعة من -الراسبين الذين لم تسرع بهم كفاءتهم ولا معرفتهم، وأبطأ بهم عملهم وقلة خبرتهم- لتتجمع مثل خفافيش الظلام وتشن هجوما لاذاعا تجاوز النقد الطبيعي إلى الغوص في الحياة الشخصية للدكتورة خيرة بنت الشيخاني والهجوم عليها في النوادي وعلى صفحات المواقع الالكترونية، ليس لسبب سوى أنهم لم يسالفهم الحظ في النجاح ليسمح لهم ذلك بالبقاء في التلفزة.

ولذا شعرت بالظلم الذي يمارسه هؤلاء على سيدة عصامية تستحق منا جميعا التقدير والاحترام، بل انها تستحق بجدارة التوشيح على ماقامت به في وقت وجيز، من عمل جبار وإصلاحات كبيرة عجز عن تحقيقها من سبقوها لذلك المنصب.

ختاما، إن عدتم عدنا، والبادئ أظلم