في مثل هذا اليوم من العام 2011 رحلت عن عالمنا الزائل الفنانة الشهيرة ديمي بنت آبّه، رحلت لكن ذكرها وصوتها باقيان في وجدان الملايين من البشر، صدحت بصوت الحق، غنت للوطن وأمجاده وشبابه وأجياله،فبقيت ملهمة ومحركة لأوتار الأمل في نفوس الكثيرين، لم تبخل على الأمة بعطاءاتها فكرمها الملايين بأن توجوها صاحبة الصوت الذهبي.
غنت لفلسطين وإفريقيا ولهموم الأمة العربية والإسلامية، غنت على مسارح العرب والعجم والأفارقة والعالم فأحبوها، لم تثنيهم حواجز اللغة ولا عوائق الثقافات وأدركوا أن للفن الموريتاني صوتا يصل القلوب ويستحق الإعجاب والتقدير
بدأت من مسارح تونس وهي ما تزال دون العشرين من عمرها لتتوج أيقونة للموسيقى في مسابقة كوكب الشرق، لكنها بالفعل كوكب للشرق وللغرب، ارتبطت بالأرض والوطن كما ارتبط والدها بالنشيد والفن والدولة
عاشت المرحومة ديمي بنت آبه مع موريتانيا أينما حلت سفيرة لها عشقتها وغنت لها في كل الأزمان ومع كل الأجيال:
يا موريتان أعليــك أمبارك لستقــــلال...
يالشعب اتوحد كوم وامش على الطريق...
بزغ نجمها مبكرا حتى ظنها الجميع أكبر من سنها، فغنت عبر أمواج الإذاعة لتكون حينها حديث الناس وشغلهم الشاغل حيث ملأت الدنيا بعطائها الفني المتميز فحملت ريشة الفن ويا وطني وغنت بهما وبغيرهما وصدحت بصوتها العذب والقوي في لندن وجنيف وباريس، كانت تغني باسم كل الموريتانيين وتعيش بأمل بلد بأكمله سفيرة للأغنية والوطن والفن والإبداع والموهبة، ارتباطها بالأرض كان أقوى مما سواه:
حد أصيل ابتكانت شام وانفده لاك عنه عام...
عرفت المرحومة ديمي بنبل أخلاقها وكرمها وشهامتها وحبها للناس ورفقها بالضعفاء، فرحم الله فقيدة الوطن والثقافة والفن.
محمد ولد أصوينع