"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ"
انتقلت، الليلة البارحة في نواكشوط، السيدة الوالدة الفاضلة مريم بنت أحمد سالم ولد سيدي حمود الملقبة (الشينه) إحدى سيدات مقطع لحجار اللائي كرسن حياتهن في قيم التكافل والتعايش المنسجم بين مختلف مكوناته المجتمع وفئاته؛ وكانت نموذجا في الكرم والتواضع وحب الخير للجميع، بأخلاق رفيعة شهد بها القاصي والداني.
وقد ووري جثمان الفقيدة الثراء صباح اليوم الجمعة في مسقط رأسها بمدينة مقطع لحجار ، وقد أقيمت صلاة الميت على روحها بحضور جمع غفير من الفقهاء والوجهاء والأقارب والمعارف وغيرهم.
وعلى إثر هذه الفاجعة الأليمة والمصاب الجلل، أتقدم بصادق التعزية وخالص المواساة لشقيقي أبوه ولد عاشور وإسلمو ولد عاشور و إلى أسرة أهل سيدي ولد حمود و خاصة الاخوة محمدو و يحي ، و إلى كافة الاهل في مقطع لحجار ؛ سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، ويلهمهم الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهمّ أبدلها داراً خيراً من دارها، وأهلاً خيراً من أهلها، وأدخلها الجنّة، وأعذها من عذاب القبر، ومن عذاب النّار.
اللهمّ عاملها بما أنت أهله، ولا تعاملها بما هي أهله.
اللهمّ اجزها عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً.
اللهمّ أدخلها الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب.
اللهمّ اّنسها في وحدتها، وفي وحشتها، وفي غربتها.
اللهمّ أنزلها منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين.
اللهمّ أنزلها منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
اللهمّ اجعل قبرها روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار.
اللهمّ افسح لها في قبرها مدّ بصره، وافرش قبرها من فراش الجنّة.
اللهمّ أعذها من عذاب القبر.
اللهمّ املأ قبرها بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.
اللهمّ إنّها في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِا فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر لها وارحمها، إنّك أنت الغفور الرّحيم.