بين الشيخين حكايات وحكايات الشيخ حمدا، له ملكة غريبة في سرد الأحداث والقصص، وحديثه لا يمل، وقد سئل ذات مرة خلال برنامج تلفزيوني، عن قصة مقطوعة شعرية كتبها في وصف "مضيفة طيران"، وأكمل الشيخ عدود رحمه الله شطر بيتها الأخير،فجاءت رواية حمدا لتك الرحلة وقصة تلك المقطوعة على النحو التالي:
يقول الشيخ حمدا: كان ذلك سنة 1972، وقد قررت الدولة الموريتانية الناشئة وقتها، أن تنظم رحلة دبلوماسية، تجمع بين المثقفين والوزراء ضمت إلى جانبي و الشيخ عدود، رحمه الله، كلا من المرحوم حمدي ولد مكناس الذي كان يرأس الوفد، ومحمذن ولد باباه وزير التهذيب الوطني وقتها، وسليمان ولد الشيخ سيديا.
وكانت مهمتنا تتلخص، في أن نجول في العالم العربي، وننظم في كل الأماكن التي نزورها، محاضرتان الأولى عن العلوم ومكانتها في المجتمع الموريتاني وقدرة الموريتانيين على حفظ النصوص، والثانية عن الأدب والشعر في موريتانيا.
ويضيف الشيخ حمدا أن هذه "الدبلوماسية الثقافية"، كما يحلو له أن يسميها، كانت سببا في انفتاح العرب وخاصة الخليجيين منهم، على موريتانيا،وأنه كان لها ما بعدها، حيث قامت دول الخليج بتمويل مشاريع كبيرة في موريتانيا، منها منظمة استثمار نهر السنغال.
ويواصل الشيخ حمدا روايته للأحداث، فيقول: إنه في رحلة العودة من الكويت إلى جدة وهم في طريقهم إلى موريتانيا، وعندما ركبوا الطائرة، تذكر أن "المضيفة"، لم يرد لها ذكر في الأدب العربي، .
فأخذ "قصاصة الركوب" وكتبت عليها أبياتا يصف فيها مضيفة الرحلة، وترك الشطر الأخير للشيخ عدود حتى يكمله.
قال الشيخ حمدا:
وقفت بين سائح وسياسي /// ترشد الناس في خفيف اللباس
ورمتها العيون وهي تناجي /// في هدوء مجموعة الأجراس
وأشارت أن المقاعد تحوي /// سترة للنجاة عند الهياس
فوجونا وقد بدت كلمات /// لا تدخن واربط حزام الكراسي
وصعدنا وفي النفوس وجاء /// واتجاه لخالق الأجناس
واستوينا في الجو ثم شربنا /// فترى القوم بين عار وكاس
أتحفتنا بالحلويات جميعا /// وبعطر قد صين في أكياس
ونزلنا فشيعتها عيون /// قطع الله وصلها بالمواس
ليت هذه الفتاة كانت تراعي /// .......
وهنا أكمل الشيخ عدود، الشطر الثاني قائلا:
حرمة الشرع أو شعور الناس
ويردف الشيخ حمدا: فقلت للشيخ عدود، سبحان الله، فقد قصدت أن أضعك في هذا الفخ حتى أعرف هل ستكون فقيها أو أديبا، لكنك جمعت بين الاثنين، فقد كنت فقيها عندما قلت "حرمة الشرع"، و كنت أديبا عندما قلت "شعور الناس"،رحم الله الشيخ عدود وحفظ الشيخ حمدا، ذخرا لهذه الأمة.
من صفحة العكبة للاخبار في افيسبوك