ترفع كلية اللغة العربية والعلوم الإنسانية، بطاقمها الإداري، والتربوي والطلاب: تعازيها القلبية إلى الشعب الموريتاني عموما، وسدنة الضاد، ورواد الأدب وعشاقه، خصوصا؛ إثر رحيل المغفور له بإذن الله: كابر هاشم الذي كان أحد أبرز المدافعين عن قضايا الوطن والأمة العربية، وكان ممن أثرى المكتبة الموريتانية والعربية بدواوين شعرية رائعة ومؤلفات عديدة وفي مقدمتها كتابه الموسوعة: (أجيال القصيدة الموريتانية المعاصرة) وغيره من الأعمال الرائدة التي سطرها قلمه الفذ، وإذا كان ابن خلدون قد عقد الفصل الرابع والخمسين من مقدمته: في أنه لا تتفق الإجادة في فني المنظوم والمنثور معا إلا للأقل؛ عنً لنا القول من وجه ثان بأن المرحوم كابر هاشم قد وفق إلى حد كبير باعتباره الشاعر الناثر في نحته من هذا و غرفه من ذاك، و حتى ولو كان ذلك مما قلً أن يستقيم، وعود ما عيرته موازين النقاد القدامى والمحدثين فيما تعثرت فيه حوافر الشعراء المتقدمين، و ما علقت في شركه حمائم المبدعين المقدًمين،و هو من هو في ذلك كله، ولو لم يقل إلا حديث النخل لكفى به شاهدا على بعد شأوه:
حدث النخل قال: ذات زمان = كان مهدي للفاتحين مقيلا
أكلوا التمر زادهم، ونواه = قد رموه فكنت منه النخيلا
حملوني من نبع يثرب ذكرى = من عبير تفوح عطرا جميلا
طبت فرعا وموطنا وفصيلا = وقبيلا ومنبتا ومسيلا
قدر النخل أن يظل دواما = رافع الهام أو يكون قتيلا
وبهذه المناسبة الأليمة، نتوجه إلى الباري سبحانه، سائلين إياه المغفرة للمرحوم، ولنا، ولذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون