أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، الخميس، حرص بلاده على مساندة دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للخروج بها من أخطر أزمة تمويلية تهدد استمرار عملها الانساني لصالح الاستقرار في فلسطين والمنطقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الجارالله في المؤتمر الوزاري الدولي الاستثنائي الذي عقد بمقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) تحت عنوان (صون الكرامة وتشارك المسؤولية: حشد عمل جماعي لدعم أونروا) لدعم أقدم وأكبر وكالة مساعدة إنسانية في الشرق الأوسط على مواجهة أسوأ أزمة مالية في تاريخها.
واعلن الجارالله أن التزام دولة الكويت تجاه (اونروا) لعام 2018 سيكون بما يقارب 8 ملايين دولار أمريكي مؤكدا أن "الكويت ستواصل سياستها الداعمة للأشقاء الفلسطينيين وللوكالات الدولية العاملة في هذا السياق ولاسيما (أونروا)".
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن نائب رئيس دبلوماسية الكويت قوله إن هذا الاجتماع المهم يعكس حرص المجتمع الدولي على مناقشة الظروف الحرجة والدقيقة التي تمر بها (أونروا) والتي تتمثل بأكبر أزمة مالية منذ إنشائها عام 1949 ما من شأنه أن يؤثر سلبا على ما تقوم به من دور محوري ومهم في توفير المساعدة لقرابة ستة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها.
وأضاف أن تقليص الموارد المالية للوكالة "سوف ينتج عنه كارثة إنسانية ستؤدي حتما لتوقف وانهيار كافة البرامج الخاصة بالتعليم والصحة والبنية التحتية وتقديم المساعدات الإنسانية".
وحذر من أن تراجع (أونروا) عن القيام بمهامها سيتسبب في فوضى أمنية تؤثر على الامن الإقليمي مع تضاعف حالات الفقر وارتفاع نسبة البطالة والجريمة في وقت يواجه فيه الشرق الأوسط مخاطر وتهديدات متعددة على رأسها الارهاب الذي تفشى نتيجة الاضطرابات التي تعاني منها المنطقة بأسرها.
وأشاد الجار الله بجهود المفوض العام ل(أونروا) بيير كرينبول في الحملة العالمية لجمع التبرعات حفاظا على الاستقرار المالي للوكالة كي تتمكن من مواصلة عملها وتوفير سبل العيش الأساسية والرعاية وجعلها قادرة على استيفاء خدماتها بشكل يحفظ للاجئ الفلسطيني حقه وكرامته.
واكد حرص دولة الكويت على تلبية الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر الاستثنائي إيمانا منها بضرورة تقديم يد العون والإغاثة للاجئ الفلسطيني اذ "تتمسك الكويت بموقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني والعمل على استعادة حقوقه وتقرير مصيره".
وأضاف ان دولة الكويت لا تزال سباقة في تقديم كل صور وأشكال الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين ولم تتخل يوما عن دعم الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية.
وبين ان دولة الكويت دأبت على مدى العقود الماضية على الوقوف إلى جانب فلسطين وقضيتها ثقة منها بعدالتها والتزاما منها بالقرارات الدولية الداعية لإلزام إسرائيل بوقف سياستها العدوانية وضرورة وضع حد لانتهاكاتها الجسيمة للقوانين والقرارات الدولية.
وشدد على التزام الكويت بالعمل مع المجتمع الدولي والدعوة إلى تضافر الجهود الدولية لإيجاد الحلول لأزمات اللاجئين.وقال "نتطلع من خلال هذا المؤتمر ومن خلال جهودنا المشتركة مع الأمم المتحدة للحصول على نتائج فعلية وواقعية تنعكس على حياة الشعب الفلسطيني للقضاء على معاناته وضمان حقه الأصيل في الحياة الكريمة وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات الدولية".
واضاف الجارالله ان دولة الكويت التي تحرص على دعم (أونروا) لقناعتها التامة بأهمية دورها الكبير في مساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق "قد قدمت خلال السنوات القليلة الماضية قرابة 145 مليون دولار دعما لعملها ومشاريعها الحيوية لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين" وذلك عبر مساهمتها السنوية الطوعية في ميزانية الوكالة وعبر استجاباتها للنداءات العاجلة التي أطلقتها الوكالة.
وذكر أن الكويت إضافة الى ذلك تساهم أيضا عبر المشاريع التي أقامها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لدعم الأشقاء في فلسطين في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية خلال السنوات القليلة الماضية.وتشارك دولة الكويت في هذا المؤتمر الذي افتتحه صباح اليوم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بوفد يترأسه نائب وزير الخارجية خالد الجار الله ويضم كلا من سفير الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي الخالد ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب وزير الخارجية السفير أيهم العمر ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض ناصر الهين والمستشار بسفارة الكويت لدى روما محمد الهاجري.