انطلقت يوم أمس الاحد، في قصر المؤتمرات بنواكشوط أعمال ندوة علمية تنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والتعليم الاصلي تحت عنوان : " واجب العلماء للتصدي لظاهرتي التطرف والانحراف الفكري"؛ رحب في بدايتها الوزير، احمد ولد اهل داوود بشيخ الازهر، أحمد الطيب، الذي بزور موريتانيا حاليا؛ مبرزا أن "هذا اللقاء يعيد الى الذاكرة التواصل الوضاء الذي ميز العلماء الشناقطة مع العلماء المصريين منذ زمن بعيد والذي اثرى الساحة الاسلامية الثقافية آنذاك وكان نموذجا حيا في العلم والصدق والوفاء".
واضاف ولد أهل دَاوُدَ أن جامع الازهر يعتبر اقدم مؤسسة تراثية ظلت قلعة شامخة ومشعة بالعلم والعلوم العربية على مر التاريخ ومازالت الى اليوم محجة نيرة ينهل من معينها الفياض طلبة العلم والباحثين من مختلف بقاع العالم؛ مؤكدا أن محبة العلماء الشناقطة لهذا الصرح العلمي العريق " الازهر" وأهله خير دليل على قيمة هذا التواصل العلمي ورسوخه الثابت وما نتج عنه من تبادل علمي ثري ولما حظيت به موريتانيا الحديثة من عناية واهتمام ودعم وتعاون مثمر مؤسس على التقدير والاحترام المتبادل.
وبدوره أشاد الامام الاكبر شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب بدور العلماء الشناقطة في تدريس العلوم ونشرها حفظا وتأصيلا، وهو دور يتماشى مع رسالة الازهر الشريف؛ مؤكدا أن قضايا الغلو والتطرف والارهاب المسلح والصاق مسؤوليتها بالإسلام تشكل اليوم ظاهرة مخيفة مما يحتم تضافر جهود العلماء واغتنام هذه الفرصة لتصحيح الاختلالات والانحرافات حفاظا على هذه الامة الاسلامية. وأوضح أن منهج الازهر يجمع بين العقل والنقل والذوق باعتبارها تراثا اسلاميا ظل الحاضن له والحافظ من الاندثار داعيا الى ضرورة عودة الامة الاسلامية الى هذا التراث.
وتميزت هذه الندوة التي دامت يوما واحدا بمشاركة العديد من العلماء والائمة ، بعروض حول واجب التصدي للغلو والتطرف، وتجربة موريتانيا في محاربة الغلو والتطرف والتواصل العلمي بين المحظرة الشنقيطية وجامع الازهر الشريف تلتها نقاشات ومداخلات اثراء لهذه المواضيع وغيرها.
للتذكير فان شيخ الازهر زار أمس المجلس الاعلى للفتوى والمظالم حيث أشاد بدوره وجسامة مسؤوليته كما زار قناة المحظرة وإذاعة القران الكريم.