هل سيقبل حلفاء ولد الشيخ التنازل له عن كل المناصب ؟

ثلاثاء, 2018-05-08 08:28

مع مستهل الشروع في تنصيب هيئات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على مستوى بلدية تكنت، بدأ الحديث يجري كثيرا عن طبيعة الترشيحات القادمة للمناصب الانتخابية والسياسية على مستوى البلدية، بالتزامن مع إعلان النائب محمد ولد الشيخ الترشح للفيدرالية، وسعيه إلى إعادة انتخابه مجددا نائبا للمذرذرة، رغم تراجع حظ حلفه من الوحدات المنصبة لحد الساعة، والتي سيطر عليها القطب الموازي والمنافس الأول.

هل يقبل أصدقاء اليوم احتواء السيد الواحد لكل المناصب الانتخابية والسياسية ؟

سنة 2013 فرض الفيدرالي المقرب يومها من أزرار التأثير محمد ولد الشيخ، مقترحه على أكبر تحالف تعرفه المقاطعة في تاريخها، والذي نص على ترشيحه شخصيا لمنصب النائب وترشيح مقربين منه اجتماعيا لمنصبي عمدة تكنت ورئيس قسم الحزب الحاكم، وهو ما رأت فيه الأغلبية نوعا من الأنانية، ما تسبب يومها في انفراط العقد الواحد، وأدى إلى ظهور أبرز تحالف منافس أواخر 2014، إلا أن المواجهة وقتها كانت قد تأخرت كثيرا، فعلاقة الرجل المؤثرة وقتها مكنته من كسب مراده باستثناء منصب العمدة، الذي كان كبش الفداء مقابل نيل بقية المناصب الأخرى.

ما بين اليوم والأمس تخلى عن الرجل أبرز الداعمين له، ودخل في مجابهة مع أهم الأصدقاءِ بل المقربين له؛ فمَن تم انتخابه على رئاسة قسم الحزب الحاكم في تكنت، إلتحق مغاضبا بصفوف حزب تواصل المعارض قبل أشهر، ومن دعمه ووصل معه قبة البرلمان، بات اليوم يحشد على حسابه.

قبل أيام قليلة أعلن ولد الشيخ رغبته في مأمورية سياسية جديدة كفيدرالي لاترارزة ومأمورية انتخابية ثانية نائبا عن المذرذرة، في حين أعرب لاثنين – على حدة – من الداعمين الجدد، عن عزمه ترشيحهما لمنصب عمدة بلدية تكنت.

هدف وإن صح ربما يؤثر كثيرا على تماسك أبرز أجنحة التحالف السياسي التقليدي الذي يقوده ولد الشيخ، خاصة وأن كل طرف حدد مسعاه الانتخابي ومآربه السياسية في وجه مرحلة على الأعتاب.. مرحلة لا تزال طلائعها قاتمة الملامح أمام الحدس والتوقعات.

هل تنجح حنكة النائب في توزيع الكعكة وفق طموح جميع أصدقاء اليوم ؟

يبحث ولد الشيخ عن منصب نائب المذرذرة وفي الوقت ذاته يصرح سنده داخل القطب السياسي المفوض السابق محمد ولد إبراهيم ولد السيد أنه شخصيا لا يرضى في المرحلة المقبلة بمكسب غير هذا المنصب، الذي تغازله أطراف ويتطلع له رجال من بلديات أربع أخرى، يُحسب لها حسابها السياسي والاجتماعي والمالي والديموغرافي في المنطقة.

يطمح ولد السيد لمنصب النائب وسيكون من الصعب تنازله عنه لصالح ولد الشيخ بحسب العارفين، في حين يريد الإطار السياسي بننه ولد الشريف منصب العمدة، وسيكون من الصعب أيضا أن يتخلى عن ذلك، خاصة وأنه أقوى أجنحة هذا الحلف، وهو ما ظهر خلال عملية التنصيب الجارية حاليا، بينما يتحدث مقربون عن رغبة العمدة المساعد المختار ولد عيدله الترشح لرئاسة قسم الحزب، وطموح حمادي ولد الفائق الترشح مأمورية ثانية، وهو ما يعني أن ولد الشيخ إما أن يتنازل هذه المرة عن سياسة فرض رغبته الشخصية ويتمتع بروح الاشتراكية، أو يستمد من حنكته حلولا في ظل استفحال قوة خصمه الذي يسيطر على المشهد بفارق كبير.

في المقابل لا يستبعد كثير من المتتبعين للمشهد السياسي المحلي في المذرذرة هذه الأيام، أن يكون اندفاع نائب المقاطعة محمد ولد الشيخ في سيبل الترشح مجددا لمنصب الفيدرالية، مسعى للمساومة فقط، هدفه الأساسي إعادة الثقة مجددا، من أجل ترشيحه لنيابيات مقاطعة المذرذرة على الأقل.