عاد الهدوء إلى مدينة تمبوكتو بشمال مالي بعد بضعة أيام من التوتر إثر اندلاع مظاهرات غاضبة شهدت إقامة حواجز وحرق إطارات السيارات داخل المدينة التاريخية؛ حيث بلغت تلك الأحداث ذروتها بومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، قبل أن تسفر مساعي التهدئة والمصالحة بين المجموعات المحلية، من قبل زعامات دينية وقيادات تقليدية في تهدئة النفوس وتخفيف حالة التوتر ابتداء من يوم أمس (الجمعة).
وطبقا لمصادر محلية فإن إقدام دورية من قوات الأمن في تمبوكتو على توقيف سائقي وركاب عدة سيارات رباعية الدفع بحجة أنها "مشبوهة" كان السبب المباشر وراء اندلاع أعمال الشغب التي اتسمت بإضرام النيران في الإطارات المطاطية بأماكن مختلفة من المدينة وشل النشاط فيها بشكل كامل.
وذكر مسؤول في السلطة الانتقالية المحلية أن المجموعات المحلية ضاقت ذرعا بتزايد أعمال السطو والخطف والحرابة، فقررت النزول للشارع للتعبير عن رفضهم لهذا الواقع؛ ما أدى إلى شلل كامل للنشاط في مدينة تمبوكتو حيث أغلقت المحلات التجارية والبنوك، والمصالح الإدارية؛ كما أصيب بعض الأشخاص بجروح طفيفة وأزيل العديد من الحواجز الأمنية.
وأوضح عمدة بلدية تمبوكتو أن هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها مواجهات بين السكان العرب والسكان السود في المدينة؛ مبرزا أن الجميع ظلوا، على مدى عقود طويلة من الزمن، يتعايشون في سلام وانسجام كاملين.