أكدت الاتجاهات العامة للتصويت في اقتراع بوم الأحد في مالي، ضمن الجولة الأولى من السباق الرئاسي، أن الجولة الثانية من هذا الاستحقاق المحوري؛ المزمع إجراؤها بعد أسبوعين، ستنحصر بين الرئيس المنتهية ولايته إبراهيم بوبكر كيتا، ومنافسه الأبرز سومايلا سيسي؛ زعيم المعارضة.
ورغم أن الغالبية العظمى موجهة للمترشحين المنافسين لكيتا، والبالغ عددهم 23 مرشحا، أعلنوا وقوفهم ضد هذا الأخير من خلال تحالف أطلقوا عليه تسمية "جميعا ضد كيتا"، إلا أن بعض مؤشرات ما بعد الجولة الأولى من الاقتراع الرئاسي توخي بأن كل الاحتمالات تبقى واردة.
ذلك أن موديبو سيديبي؛ وهو رئيس سابق للحكومة، قد نأى بنفسه عن بعض التدابير الوحدوية بزعامة المنافس الرئيسي للرئيس إبراهيم بوبكر كيتا؛ زعيم المعارضة في مالي سومايلا سيسي، حيث سبق له أن رفض أن يوقع مندوب عن حزبه على وثيقة تحالف المعارضة ضد كيتا لمجرد أن ذلك يتم في ديوان زعيم المعارضة.
غير أن هذا الموقف الذي يَصْب في صالح دعم الرئيس كيتا في الجولة الثانية يصطدم بكون غالبية الشخصيات القيادية في سيديبي لا يخفون تمسكهم بخط المعارضة ودعمهم لزعيمها، سومايلا سيسي. ومن أبرز المرشحين الذين ينظر إليهم في باماكو على أنهم الأهم في تحديد مسار نتائج اقتراع الجولة الثانية من رئاسيات 29 يوليو، كل من الدكتور الشيخ موديبو جارا، الوزير الأول في المرحلة الانتقالية التي أعقبت انقلاب 2012، وعلي جالو اللذان يراهن سومايلا سيسي على دعمهما لإلحاق الهزيمة بالرئيس كيتا خلال الجولة المقبلة من الاقتراع الرئاسي.
وفيما أعلن جالو، منذ البداية، أنه سيدعم أي مرشح ينافس كيتا في الجولة الأولى إن لم يتأهل هو لذلك؛ وبالتالي يعتبر موقفه محسوما لصالح زعيم المعارضة؛ يرجح العديد من المراقبين أن يصطف جارا في معسكر كيتا الذي قد يكون حظه في نيل نصيب من كعكة الحقائب الحكومية لديه أوفر منه لدى سيسي الذي يحيط به عدد كبير من الحلفاء الطامحين لمكاسب مماثلة.
يذكر أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مالي متوقعة غدا (الأربعاء)، وأن كان كل من المتنافسين الرئيسيين؛ كيتا وسيسي،قد أعلن أنه يتقدم على خصمه في النتائج الأولية لهذا الاستحقاق الذي شابته أعمال عنف في بلدات محدودة جدا من شمال و وسط مالي.