عاشت مدينة نواذيبو الساحلية بأقصى شمال غرب موريتانيا، خلال اليومين الأخيرين، على وقع المسيرات والتجمعات الاحتفالية وسط مزيج من أناشيد النصر وأصوات أبواق السيارات التي جابت مختلف أحياء العاصمة الاقتصادية طولا وعرضا؛ للاحتفال بفوز رجل كرس سنوات طوال من عمره في خدمة المدينة وساكنتها، أيام توليه منصب العمدة، وفي الدفاع عن مصالحهم وفرض حقوقهم من على منبر الجمعية الوطنية.
موجة احتفالات وفرح عارمة فجرها سكان نواذيبو عند الإعلان عن نتائج الاقتراع النيابي الذي جرى يوم السبت الماضي؛ عكست مستوى الشعور بالنصر وبأن ناخبي وناخبات عروس المحيط الأطلسي فرضوا خيارهم بأصواتهم وإرادتهم الحرة وحطموا حواجز الخوف والرضوخ لجماعات الضغط ولوبيات المصالح الأنانية الضيقة على حساب كرامة المواطن وحقه الطبيعي والآساسي في حرية اختيار ممثليه وفي العيش بشرف وكرامة.
بيد أن هذا الفوز الباهر الذي أحرزه القاسم ولد بلالي في نيابيات نواذيبو، لم يكن مفاجئا بالنسبة لأغلب المراقبين المحايدين الأكثر متابعة واهتماما بالشأن العام في العاصمة الاقتصادية، بل أعتبره معظم هؤلاء نتيجة منطقية وخاتمة حتمية لاقتراع الأول من سبتمبر الجاري؛ خاصة وأن للرجل أكبر رصيد من الثقة لدى ناخبي وناخبات مدينته، وكذا من الإنجازات القائمة والعمل الميداني والخدمي الملموس.
نجح القاسم ولد بلالي خلال توليه منصب عمدة بلدية نواذيبو، خلال العقد الأخير من القرن الماضي، وبداية الألفية الحالية؛ في تحقيق نهضة غير مسبوقة على مستوى البنية التحتية بعاصمة البلاد الاقتصادية وبوابة صادراتها من خامات الحديد ومركز ثروتها السمكية؛ شملت إقامة شبكة طرق حضرية عصرية، ومرافق خدمية أساسية، ومنتزهات عامة؛ فضلا عن جلب الخبراء والاختصاصيين المتطوعين من أوروبا لتوفير تلك الخدمات بفضل توأمة المدينة مع مدن أوروبية تجمع بين العراقة والتقدم، خاصة في إسبانيا.
كانت النظافة عنوان فترة ولد بلالي على رأس بلدية نواذيبو التي حولها لأنظف مدينة في موريتانيا على الإطلاق، بما في ذلك حماية وتأمين نطافة الواجهة البحرية للمدينة الساحلية والحفاظ على وسطها البييئي؛ دون أن يكترث أو يلقي بالا لمجموعات الضغط واللوبيات المتنفذة التي رأت في التوجهات الشعبية للرجل تهديدا لمصالحها العائدة منذ عقود، على مص دماء ساكنة نواذيبو المغلوبة على أمرها، والضرب بالمصلحة العامة للمدينة وساكنتها، ومصالح البلد عموما، عرض الحائط.
اليوم يؤكد الناخبون في نواذيبو تمسكهم بمن وقف مدافعا عن حقوقهم الطبيعية، ووفر لهم كافة الخدمات الاساسية؛ وانبرى للوبيات الفساد واحتقار ارادة السكان والدوس على المصالح العليا لموريتانيا؛ فتصدى بقوة وإصرار لكارثة "موكا" وواجه، بعزم وتحدي، محاولات بعض سماسرة الشركات الأجنبية الجشعة الاستحواذ على جزء من المجال الحضري العمومي في المدينة الساحلية التي تشكل شبه جزيرة على الشاطئ الشرقي للمحيط الأطلسي..
وبكلمة واحدة حسم ناخبو وناخبات نواذيبو خيارهم بشجاعة وصدق وإصرار واختاروا من خبروا فيه الصدق والجدية والانحياز لهم في جميع الظروف، سرائها وضرائها، و حسموها في النيابيات ، فهل يعلنوها مدوية؛ "القاسم خيارنا كما كان وكما سيبقى" ! مرة أخرى بجولة الاعادة في البلديات .
وكالة : موريتانيا اليوم