مجزرة الدعاة الموريتانيين وتمزيق المصحف الشريف : حدثان اجتاحهما الركود و لفهما النسيان غريب أمر بلادنا تعيش أحداثا جساما تحرك الخواطر وتؤجج المشاعر وتجبر الناس على الانتفاضة والتحرك ؛ ثم ماتلبث ان تعيش في سبات عميق وتتلاشى في المخيلة ؛حتى نتائج التحقيق في تلك الأحداث تظل عصية على الظهور وذلك أضعف الايمانقبل أيام قليلة مرت الذكرى الثانية لمجزرة الدعاة الموريتانيين في مالي التي تتقطع لهولها القلوب وتجف من بكائها المقل ؛ مرت سنتان اذن على الجرم الأكبر والشقيقة مالي لم تفصح عن التحقيق و لا ملابسات الجريمة ولم نسمع انها قدمت جنودها المعتدين الى العدالة ، و لا نحن أيضا صممنا على المتابعة ؛ اعلامنا صمت والحكومة طبعت مع جارتها زارونا و زرناهم ؛ وحتى المعارضة التي دأبت على تحريك الملفات الراكدة لفها هي أيضا النسيانقد يقول قائل ان الحادثة وقعت خارج الأراضي الموريتانية وان لا سبيل للدولة او الحكومة او المعارضة او الاعلام لتقديم الجناة للعدالة ؛ طيب وماذا عن الحادثة التي حركت الشارع بعد منتصف الليل في قلب العاصمة انواكشوط وعرضت الأمن للخطر والدولة للانهيار ؟ ماذا عن تمزيق المصحف الشريف في تيارت الذي بسببه اندلعت مظاهرات راح ضحيتها شاب من خيرة شبابنا ؟أين وصل التحقيق ؟ هل كان الحادث فعلا عرضيا أم بفعل فاعل؟ لماذا لاتقدم الجهات الأمنية نتائج التحقيق الفني المحايد للرأي العام ؟حتى لا نظل كومة من النسيان والغفلة و هشاشة التحرك يجب ان يحترم الرأي العام و تنشر نتائج التحقيق ؛ آن الأوان ان نعرف تلك الليلة مالذي حدث ؟ لايعقل أن يظل الشارع يهز كل لحظة دون اي رادع او هاجس الخوف من العقوبة بحجة ان لاتحقيق ستعلن نتائجه وانها مجرد انتفاضة سرعان ما تتلاشى كسحابة صيف عابرة . لا يعقل أن نتظل الدماء الزكية تسيل والضحايا يسقطون وافضل حالاتهم ان نتذكرهم بسطر او سطرين بمناسبة مرور ذكرى حوادثهم الأليمة ... وتستمر المعاناة على أرض المنارة والرباط ومعها يتجدد الأمل