على بعد أميال من ضواحي إحدى مدننا الداخلية تتربع هذه الخيمة المتواضعة التي يجلس تحت ظلها 10 أفراد من عائلة واحدة.
يتزاحمون على ما يجود فيها من ظل محدود تظهر منه أشعة الشمس اللاهبة، وهم يفترشون الأرض أحيانا ويلتحفون السماء بعد أن يضيق عليهم الفراش وقت النوم أو عند قدوم الضيوف العابرين للسبيل.
لا يجد هؤلاء الأطفال ما يحمون به أجسادهم الوديعة - حين يُرخي الليل سدوله ويَضرب بأطنابه - من عض البعوض والحشرات الطائرة والزاحفة التي تترك آثارها بادية على جلودهم بعد أن تملأها بالقروح، وتجعلهم عرضة لحمى الملاريا وغيرها من الأمراض والأوبئة.
تقتصر وجبات الطعام الذي يقتاتون منه على ما تيسر من الثريد والبسكويت والفستق والفول، مع ندرة وجبة الإفطار لبعدهم من المدينة.، وهو ما يجعل الأطفال يتضوعون من الجوع، وهم ينتظرون الغداء الذي يكون عادة إما من الفول وإما من الأرز الخالي من المَرق والخضروات، وفي حال وجود قطعة من الخبز استجلبها أحد من المدينة فإن ذلك اليوم بالنسبة لهم يُعد من أيام السعادة وترف المعيشة.
حال الأسرة يكفي عن سؤالها، خاصة حين تنظر إلى متاعها المتواضع الذي يقتصر على خنشة من الدقيق أو من الأرز الرديء مع سرير وحصير مفردين إضافة إلى بعض الأواني والصحون والمَاعون البسيط.