ولد حدمين.. فارس الرهان الرابح !

أحد, 2018-09-23 19:57

من أكثر المقولات الرياضية رسوخًا في المجال التكتيكي والتخطيط المحكم الناجح، تلك الحكمة المشهورة التي تقول: "لا يستبدل الفريق الفائز"؛ أي أن الفريق الذي يحقق نتائج طيبة ويسجل الانتصارات الرياضية لا يمكن لمدربه المجازفة بتغيير عناصره ولاسيما قائده الذي يكون عادة صانع ألعابه المحوري.

حكمة تنطبق على المجالات غير الرياضية أيضا، بما فيها المشهد السياسي والتسيير العمومي لمختلف قطاعات الدولة؛ أذ أن الطاقم الحكومي يبقى بمثابة الفريق بقائده وصانع ألعابه المتمثل في الوزير الأول، أو رئيس الحكومة حسب مصطلحات متداولة في بعض البلدان.

اليوم تشرئب أعناق المراقبين المتابعين للشأن السياسي ويسيطر الترقب على أوساط الرأي العام الوطني في موريتانيا تحسبا لإعلان التشكيلة الحكومية المفترض أن تعكس الخارطة السياسية الوطنية المنبثفة عن الانتخابات العامة الأخيرة؛ أي حكومة المرحلة التشريعية الجديدة.

ترقب لم تخفف من ضغطه بعض التكهنات من هنا، وبعض التحليلات من هناك؛ إذ القرار الفصل بيد رئيس الجمهورية شخصيا والذي يتوقع أن يتسلم استقالة الحكومة الحالية من وزيره الأول المهندس يحيى ولد حدمين قبل أن يكلف وزيرا أول جديدا باقتراح أعضاء الحكومة المرتقبة.

ولئن كان من السابق لأوانه التكهن بهوية رئيس الفريق الحكومية الجديد وأهم أعضاء فريقه؛ فأن كل المؤشرات والمعطيات المتوفرة ترجح، لدرجة القطع، أن يجدد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ثقته بوزيره الأول  المهندس يحيى ولد حدمبن ويعيد تكليفه بقيادة حكومة ما قبل رئاسيات 2019 الحاسمة.

من ذلك على سبيل المثال، تأكيد الرئيس صراحة خلال مؤتمره الصحفي الأخير أن مسألة تشكيل الحكومة المقبلة لن تشهد آية مفاجأت؛ ما يعني دون شك تمسكه بولد حدمين على رأس الفريق الحكومي ؛ ومنها - آيضا - تركيز الرئيس في المناسبة ذاتها، على تعداد مختلف الإنجازات والبرامج التنموية التي تحققت خلال ما تقدم من مأموريته الحالية والتي اتسمت بقيادة الوزير الأول الحالي للحكومة منذ بدايتها إلى اليوم؛ خاصة ما يتعلق بالطاقة والمياه والبنية التحتية في مجال الطرق والنقل الجوي؛ وهي إشارة إلى مكاسب المأمورية الاولى والتي كان ولد حدمين، نفسه وزيرا للتجهيز والنقل طيلة سنواتها الخمس؛ فأدار بنجاح عملية إنشاء شركة للنقل الجوي ركز الرئيس على أهميتها خلال مؤتمره الصحفي، وكذا بناء مطار نواكشوط الدولي أم التونسي، وشبكة من الطرق والجسور في عموم موريتانيا (فكان شعار هذه المرحلة "العمل في صمت يخرس كل صراخ، والتواضع يحطم كل غرور" !.

بيد أن العامل السياسي الأبرز في ترجيح احتمال تجديد الثقة بولد حدمين وإعادة تكليفه باقتراح وقيادة الحكومة الجديدة، تبقى النتائج غير المسبوقة التي حققها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة على مستوى النيابيات والمجالس الجهوية والبلديات؛ وهي النتائج التي فاقت جميع ما حققه الحزب خلال كل المناسبات الانتخابية الماضية؛ ما يؤكد بجلاء، أن حصيلة أداء حكومة المهندس يحيى ولد حدمين خلال الخمسية المنصرمة لاقت استحسان ورضى الموريتانيين على امتداد التراب الوطني للجمهورية، وبالتالي فأن إعادة تكليفه بقيادة الحكومة بعد استقالتها الوشيكة، يظل الأرجح دون منازع في المرحلة الراهنة على الأقل.

موريتانيا اليوم