احتضن فندق أزالاي / مرحبا في قلب العاصمة نواكشوط صباح اليوم (الخميس) فعاليات تخليد اليوم العالمي للفتاة الصغيرة بإشراف الأمين العام لوزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة، محمد محمود ولد أحمد ولد سيدي يحيى، وبحضور كل من المفوض المساعد لحقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني، والامين العام لوزارة العدل، والأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي؛ وممثلو المنتظمات الدولية المختصة وعدد من قادة وممثلي هيئات المدني.
وتميز الحفل بخطاب ألقاه الأمين العام لوزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والاسرة، أكد في مستهله ان موريتانيا "تستكمل اليوم عشرية فريدة في تاريخها المعاصر، ويمكن أن نسميها دون مبالغة عشرية الإنجاز والإعمار وإرساء حقوق الشرائح التي كانت المهمشة"؛ مبرزا أن رئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز جعل من هذه العشرية "عنوانا لتوفير السكن لآلاف الأسر في الأحياء العشوائية، ودعم الغذاء اليومي لآلاف الأسر الفقيرة عبر برنامج أمل، ووجه موارد الوطن لتوفير خدمات المياه، والطرق، والصحة، والتعليم، لصالح ساكنة آدوابه ومثلث الأمل، وأصبح في ميزانية الدولة نصيب مفروض للتأمين الصحي للبحارة، ودعم المعوقين، والتكفل بمرضى الفشل الكلوي، ورعاية أبناء الشهداء؛ وكان نصيب الطفولة وافرا من هذه النهضة التي شملت مختلف المجالات والشرائح، حيث شهدت السنة الجارية صدور مدونة حقوق الطفل التي تسد فراغا هاما في مجال حماية الطفولة، كما شهدت تأسيس المجلس الوطني للطفولة الذي يرأسه مستشار الوزير الأول، وتشارك فيه مختلف القطاعات المعنية".
واستطرد ولد سيدي يحيى قائلا: "توضح مختلف البرامج التي تسهر على تنفيذها حكومة معالي الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين، أن الأولوية لصالح تعزيز حقوق الإنسان الموريتاني، وقد أثنت المنظومة الدولية على ما تحقق في هذا المجال خلال عرض التقرير الوطني عن الطفولة في جنيف الشهر الماضي.
تعرف مدونة الأحوال الشخصية الطفل بأنه كل شخص دون سن الثامن عشرة، وتنص على أن أهلية الزواج عند نفس السن، ولكن الدراسة المسحية متعددة المؤشرات لسنة 2015 تؤكد أن أكثر من 35 بالمائة من الزيجات جرت مع فتيات دون سن الثامن عشرة.. وتؤكد التقارير الطبية أن معظم وفيات الأمهات والأطفال مرتبطة بالزواج المبكر، كما أن الدراسات التربوية والاجتماعية تربط التسرب المدرسي والطلاق بهذه الظاهرة.. من هنا قرر الاتحاد الإفريقي إطلاق حملة ضد زواج الأطفال، وشاركت بلادنا في هذه الحملة منذ سنة 2014، وأنشأت لهذا الغرض لجنة متعددة القطاعات وضعت خطة عمل للتحسيس والتعبئة ضد مخاطر هذه الظاهرة..
لقد حددت الأمم المتحدة يوم 11 أكتوبر يوما للفتاة الصغيرة، وهي المناسبة التي قرر فيها قطاعنا إطلاق حملة وطنية للتحسيس حول مخاطر زواج الأطفال، وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية الطفولة، وبالشراكة مع منظمة الرؤية العالمية.. لقد وصف القرآن الكريم الزواج بأنه "ميثاق غليظ"، ومن هنا فإن الاستقرار الأسري ومتطلبات الصحة الإنجابية، تقتضيان منا تعبئة الآباء والأمهات لصيانة حقوق أبنائهم وبناتهم، وتجنيبهم كل ما يضر بأداء مؤسستي الأسرة والمدرسة.. وقبل أنهي كلمتي، أشكر الشركاء ومنظمات المجتمع المدني التي تقوم بدور فاعل في حملات تغيير العقليات التي ينظمها القطاع، كما أشكر منظمة الرؤية العالمية على مواكبتها لقطاعنا وخصوصا في مجال الطفولة. وأعلن على بركة الله، باسم وزيرة الشئون الاجتماعية والطفولة والأسرة، انطلاق حملة "معا من أجل موريتانيا خالية من زواج الأطفال"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للفتاة الصغيرة، وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".