توقع خبراء بريطانيون في مجال الفلك والأرصاد الجوية أن تتعرض الأرض لعاصمة شمسية هوجاء قد تتسبب بأضرار جسيمة وخسائر مادية فادحة؛ وطالبوا حكومة بلادهم بضرورة ابتكار أقمار اصطناعية جديدة يمكنها التنبؤ أو توقع مثل هذه الظواهر الفلكية المدمرة، قبل حدوثها، وبالتالي الاستعداد لها وتقليص الخسائر إلى أدنى الحدود.
وتتسبب العواصف الشمسية الهوجاء في زيادة التوهجات الشمسية ذات الترددات العالية، كما أنها قد تولد حقولا مغناطيسية كثيفة فوق سطح الأرض، وفي هذه الحالة، يمكن تتسبب بأضرار بالغة؛ إذ حذّر خبراء الأرصاد الجوية البريطانيون من العاصفة الشمسية المقبلة، وأشاروا إلى أنها قد تكلف الاقتصاد البريطاني حوالي 16 مليار جنيه إسترليني.
وقد تعرضت الكرة الأرضية، من قبل، لعواصف هوجاء تسببت إما بأضرار وخسائر أو حتى أمور مجهولة، عرفت أسبابها لاحقا؛ حيث دمرت إحداها خلال العام 1859 خطوط التليغراف واحترقت الأورق وهذه من الآثار السلبية، لكن من الآثار الإيجابية أو الجمالية، أن أضواء الشمال (الشفق القطبي) امتدت جنوبا لتصل حتى جزر الباهاما، فيما عرف بحادثة كارينغتون، التي استمر تأثيرها طوال أسبوع تقريبا.
وقعت تلك الحادثة جراء انبعاث كتلي إكليلي ضرب المجال المغنطيسي للأرض في سبتمبر عام 1859، ورصده عالم الفلك البريطاني ريتشارد كارينغتون، وسجل بداية مجال دراسي جديد هو "الطقس الفضائي"؛ فيما شهد العام 1972، انفجار عشرات الألغام البحرية قبالة سواحل فيتنام بصورة غامضة، وفي وقت لاحق تبين أن السبب يعود إلى أن العواصف الشمسية تسببت باضطراب المجال المغناطيسي للأرض، مما أدى إلى انفجارها.
وفي العام 1989، تسبب الطقس الفضائي المضطرب بأضرار جسيمة في كندا جراء عاصفة مغناطيسية هوجاء أدت إلى انقطاع الكهرباء والطاقة عن 6 ملايين شخص لأكثر من 9 ساعات، وأفادت تقارير أن الأضرار المادية فاقت مئات ملايين الدولارات.
وفي العام 1994، أوقعت عاصفة شمسية أعطالا كبيرة في اثنين من الأقمار الاصطناعية الخاصة بالاتصالات، وأدى ذلك إلى تعطيل خدمات الإذاعة والتلفزيون في كندا؛ بينما أجبرت التوهجات الشمسية، عام 2003، طاقم محطة الفضاء الدولية على الاختباء والاحتماء.