تعتبر المدارس القرأنية في مالي هياكل تقليدية للتكوين القائم أساسا على تعلم القرآن الكريم والمعارف المرتبطة به؛ وبذلك تكون كل مؤسسة تعليمية تدرس التلاميذ من 5 إلى 18 سنة، وربما من هم أكبر سنا من ذلك، من أجل حفظ القرأن الكريم وتعلم العلوم الشرعية الإسلامية.
الحكومة المالية قررت دمج هذا النوع من المؤسسات التعليمية الدينية ضمن المنهاج التربوية الرسمية، مؤكدة أن المدارس القرآنية (الزوايا كما تسمى محليا) موجودة في البلاد منذ الفرن التاسع عشر الميلادي وساهمت في نشر أشكال ومناهج تعليمية متنوعة.
ونظرًا لطابعها الروحي فقد تم وضعها منذ البداية تحت وصاية القطاع المكلف بالإدارة الإقليمية في عهد دولة السودان (مالي سابقا) تحت السيطرة الاستعمارية الفرنسية.
وطبقا للإحصائيات الرسمية فإن عدد المدارس القرأنية في مالي اليوم يبلغ 3658 في عموم البلاد، ما يمثل نسبة 47% من مجموع مدارس سلك التعليم الأساسي؛ بينما يناهز عدد روادها حاليا في العام الحالي 2018 ما مجموعه 100.000 متعلم.
ويأتي دمج مدارس التعليم القرأني في مالي تطبيقا لنتائج عمل لجنة مختصة تم إنشاؤها بموجب توصية من المنتدى الوطني حول النظام التربوي المنظم أواخر سنة 2008؛ حيث عكفت تلك اللجنة منذ سنة 2010 على دراسة شاملة من خلال مشاورات واسعة ومعمقة مع علماء الدين والقائمين على مدارس تعليم القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في مختلف محافظات مالي.