في إطار مسار نزع سلاح وتفكيك الحركات الانفصالية المسلحة في أزواد بشمال مالي، وإعادة دمج مقاتليها في الحياة العامة، تخلى أزيد من ألف مقاتل محسوبين على تنظيمات موالية لباماكو ضمن حركات التمرد الأزوادية السابقة عن أسلحتهم وسلموها للسلطات الأمنية المالية في ثلاث بلدات من شمال البلاد؛ عي تمبوكتو، غاو وكيدال.
غير أن مايقارب 200 مقاتل آخرين ينتمون لجماعات غير موقعة على اتفاق السلام يتمركزون عند مدخل كيدال محاولين دخولها؛ وهو ما منعهم منه حركات تمرد سابقة تسيطر على المدينة؛ رغم عدم قبول بعثة الأمم المتحدة متعددة الأبعاد لإرساء الاستقرار في مالي (مينوسما) بهكذا موقف.
وأكد مصدر مأذون في المنطقة أنه على الرغم من كون هؤلاء المقاتلين ينتمون لحركات تمرد سابقة لم توقع على اتفاق الجزائر، ألا أنهم اندمجوا في مسار نزع السلاح وإعادة الاندماج المنبثق عن اتفاق السلام؛ ومع ذلك تم أرغامهم على العودة من حيث أتوا نتيجة منعهم من دخول كيدال من قبل تنسيقية الحركات الأزوادية المسيطرة على المدينة.
وجاء في برقية لإحدى وكالات الأنباء المحلية اطلعت "موريتانيا اليوم" على محتواها، فإن المقاتلين العائدين تحدثوا عن خرق سافر لبنود اتفاق السلام، مطالبين البعثة الأممية بالتدخل من أجل تسوية وضعهم؛ حيث راسلت البعثة تنسيقية الحركات الأزوادية بغية السماح للمعنيين بدخول كيدال، لكن رد التنسيقية عبر عن رفضها "دخول أي مقاتلين سابقين لا ينحدرون منها"؛ وبالتالي فإنها لا تسمح للمعنيين بذلك.