مؤتمر مكة المكرمة يوصي بصياغة ميثاق إسلامي شامل

جمعة, 2018-12-14 07:26

مكة المكرمة - وكالة "موريتانيا اليوم " / (خاص) : بحضور غير مسبوق في تاريخ المؤتمرات الإسلامية؛ جمع ما يزيد على 1200 من العلماء والمفكرين والباحثين وقادة الرأي من 127 دولة، اختتمت، الخميس، في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، أعمال المؤتمر الإسلامي العالمي للوحدة الإسلامية، تحت عنوان " الوحدة الاسلامية ... مخاطر التصنيف والإقصاء"، يومي 12-13 ديسمبر الجاري.

وشهدت فعاليات المؤتمر الذي جرى تخت الرعاية السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وترآس حفل افتتاحه سمو الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود؛ مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة؛ العديد من المحاضرات والورشات النقاشية المهمة ذات الصِّلة بتحديات التصنيف والإقصاء؛ وصدرت عنه عدة توصيات تهدف إلى تعزيز العلاقات بين المذاهب، والاجتماع حول ثوابت الدين، والعمل على تجاوز الخلافات السلبية وحل مشكلاتها بروح الأخوة الإسلامية؛ وفق ما جاء في نص البيان الختامي.

البيان أوضح أن المشاركين أوصوا بدعوة المسلمين إلى عدم التصنيف والإقصاء بما يحملانه من مخاطر على الفرد والجماعة، لا سيما تعميق النعرات الطائفية والنظريات الإقصائية، فضلا عن تعزيز العلاقات بين المذاهب والطوائف المسلمة، بترسيخ الثوابت المحكمة، وتفهم الاجتهادات الممكنة، وبناء جسور الثقة والتفاهم والتعاون على المشتركات الجامعة، وتجاوز الآراء والمواقف الشاذة.

وطالب مؤتمر مكة المكرمة، في بيانه الختامي، بنشر ثقافة الأخوة الإسلامية، والتحلي بالصدقية والموضوعية في التعامل مع القضايا البينية، والتماس العذر وإحسان الظن، وعدم الانجرار لدواعي النعرات المذهبية والصدام الطائفي الذي يشيع ثقافة الحقد والكراهية؛ مجددا رفض ظاهرة التهجم على رموز المذاهب الإسلامية، ومنع التطاول على منتسبيها بالتكفير والتسفيه والامتهان والازدراء، والتنديد بالمسيرات والمظاهر الطائفية، والتأكيد على رفض دعوات الاستعلاء والإقصاء والتحزب، وجمع الطاقات وترميم الفجوات لمواجهة قوى التطرف والإرهاب والغلو الطائفي الذي أساء للإسلام بشعاراته المزيفة وأطروحاته الفاسدة، وأيضاً رفض السجالات العقيمة بين المذاهب والطوائف مهما كانت ذرائعها العلمية والفكرية.

وأوصى المشاركون بأهمية دعم الجمعيات والمؤسسات الإعلامية والاجتماعية التي تعمل على تعزيز المشتركات الإسلامية وترسيخ القيم الوسطية وتمكين جميع المكونات الدينية والمذهبية والثقافية؛ بممارسة شعائرها بحرية واحترام خصوصياتها؛ مؤكدين على ضرورة التعاون الفاعل على مواجهة الفقر والمرض والكوارث، ورفض استغلال هذه الظروف في تمرير مشاريع التوسع المذهبي والطائفي، والتنديد بسياسات القتل والتهجير المذهبي القسري، ورفض مفاهيم المحاصصة الطائفية، وضمان حقوق المواطنة الكاملة، وإيقاف شذوذات فتاوى التكفير والتفسيق والتبديع، والتحفظ على تصدير الفتاوى خارج نطاقها المكاني.

ودعا المؤتمر المكون الإسلامي في الدول غير الإسلامية إلى الاندماج الوطني الإيجابي من خلال مفهوم الدولة الوطنية الشاملة، وتوعية الشباب المسلم بخطورة الحماسة والعاطفة الدينية المجردة عن الوعي.

كما تضمنت توصيات المؤتمر إنشاء لجنة جامعة تمثل المكونات الإسلامية المختلفة لصياغة ميثاق إسلامي شامل يتضمن قواعد الخلاف التي تحكم علاقة المسلمين، والتأكيد على أن الدولة الوطنية (بقيمها المشتركة مع شقيقاتها من الدول في نطاق هويتها الإسلامية) تُعَدُّ امتداداً لمفهوم الأمة باعتبارها أحد مكوناتها.

وخلص البيان الختامي إلى توصيات تتعلق بإنشاء منتدى عالمي للوحدة الإسلامية، يتضمن مبادرات وبرامج عملية لتعزيز القيم المشتركة في الداخل الإسلامي، مع مد جسور التواصل والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات والعمل على مشتركاتها.