
أجرى رئيس الحمهورية محمد ولد عبد العزيز، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، اليوم (الأحد) في قصر الشاطئ بعاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، محادثات تناولت علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتوسيع مجالاتها؛ وفق ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وأم).
ورحب بن زايد، خلال اللقاء بزيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ مؤكدا تطلع دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن تساهم زيارته في دفع العلاقات الأخوية والتعاون المشترك إلى آفاق أوسع بما يحقق مصالح البلدين وشعبيهما.
وبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين وإمكانات تنمية وتنويع مسار تعاونهما بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويلبي تطلعات شعبيهما في التقدم والازدهار والتنمية، وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
حضر اللقاء عن الجانب الإماراتي، كل من علي بن حماد الشامسي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومحمد مبارك المزروعي، وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وعيسى عبد الله مسعود الكلباني، سفير الإمارات لدى الجمهورية الاسلامية الموريتانية، وحسين جاسم النويس؛ رئيس مجلس إدارة صندوق خليفة لتطوير المشاريع.
كما حضره من الجانب الموريتاني كل من محمد ولد عبدالفتاح وزير البترول والطاقة وأعضاء الوفد المرافق للرئيس ولد عبد العزيز. وأشرف رئيس الجمهورية مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في قصر الشاطئ؛ كذلك مراسم توقيع اتفاقية بين "صندوق خليفة لتطوير المشاريع" و"صندوق الإيداع والتنمية الموريتاني" لدعم وتعزيز زيادة الأعمال وتطوير المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في موريتانيا بقيمة 25 مليون دولار أمريكي.
وقع الاتفاقية عن الجانب الإماراتي، حسين جاسم النويس رئيس مجلس إدارة صندوق خليفة لتطوير المشاريع، وعن الجانب الموريتاتي محمدو يوسف جاغانا مدير عام صندوق الإيداع والتنمية الموريتاني.
وبموجب الاتفاقية يقدم صندوق ابوظبي تمويلا بقيمة 25 مليون دولار أمريكي "ما يعادل 92 مليون درهم" تصرف على مدى خمس سنوات لدعم المشاريع الاقتصادية في موريتانيا.
وقال النويس إن الاتفاقية المبرمة مع صندوق الإيداع والتنمية الموريتاني تجسد عمق العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية ..مؤكدا أن التمويل يهدف إلى دعم جهود الحكومة الموريتانية في التنمية الاقتصادية.
وتوقع النويس أن تسهم عملية التمويل التي ستقوم على أسس ومعايير فنية في خلق فرص عمل دائمة أمام الشباب الموريتاني ..وقال "نريد أن نتيح الفرصة أمام أصحاب المهارات والإمكانات الريادية الإبداعية لتحقيق طموحاتهم وتأسيس مشاريعهم الخاصة التي ستسهم في تعزيز روافد الاقتصاد الوطني الموريتاني".
وأضاف أن اتفاقية التمويل أكدت أهمية تمكين المرأة وزيادة مساهمتها في عملية التنمية الاقتصادية المستدامة كما ركزت على ضرورة دعم الابداع والابتكار والاستثمار في الطاقات الشابة من اجل زيادة مساهمتهم في الاقتصاد الوطني ..مؤكدا أن صندوق خليفة سيقدم الدعم الفني اللازم في مجال تنفيذ الخطط والاستراتيجيات التي تخدم الأهداف وتلبي التطلعات في المساهمة في التنمية.
وقال النويس إن صندوق خليفة لتطوير المشاريع أصبح من المؤسسات الرائدة في مجال دعم وتعزيز ثقافة ريادة الاعمال وتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة إقليميا ..مشيرا الى أن الصندوق نقل تجربته الناجحة الى العديد من الدول الشقيقة والصديقة خلال السنوات الأخيرة وذلك في إطار التزام دولة الامارات العربية المتحدة بتقديم مختلف اشكال الدعم للدول الشقيقة والصديقة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ومتابعة ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
من جهته وجه محمدو يوسف جاغانا، مدير عام صندوق الإيداع والتنمية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة على هذا الدعم الكبير، لتمكين شرائح المجتمع خاصة فئة النساء والشباب من النهوض بمستقبل بلدهم الاقتصادي، مشيداً بالعلاقات الأخوية والمتجذرة التي تجمع البلدين الشقيقين.
وأوضح أن هذه الاتفاقية سيكون لها أثر ايجابي وستساعد على دفع عجلة التنمية والتطور في المناطق الريفية وتدعم إنشاء المشاريع وخلق فرص عمل في المستقبل وتحقيق نمو شامل للحد من الفقر.
يذكر أن صندوق خليفة لتطوير المشاريع الذي تأسس خلال عام 2007 في أبوظبي أصبح من أبرز المؤسسات المعنية بنشر ثقافة ريادة الأعمال ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث مول أكثر من 1400 مشروع داخل الدولة ..
فيما نقل تجربته الناجحة إلى كل من مصر والشيشان والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية بيلاروسيا وجمهورية مالي عبر برامج تمويلية رائدة تهدف إلى تعزيز الجهود الحكومية في تلك البلدان لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد متنوع ومستقر.