مرّت في أول أيام عيد الأضحى المبارك، الذكرى الثامنة لشنق الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي شغل الناس منذ أن تسلم حكم العراق عام 1979 ودخل في حرب قارب زمنها الثماني سنوات مع جارته إيران، ثم شغل العالم أكثر عندما اكتسح الكويت، ثم أعلن تحديه للولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن سقط حكمه باجتياح الأمريكيين للعراق في شتاء 2003 وتم القبض عليه أواخر نفس العام وجاء شنقه في عيد المسيحيين قبيل رأس السنة الميلادية وفي عيد المسلمين قبيل عيد الأضحى المبارك، فزاد في شغله للناس.
وفشلت أمريكا وكل من ساعدها على شنق صدام حسين، في جعل يوم النحر أو رأس السنة الميلادية عيد مع نهاية صدام حسين، عندما دخلت العراق في دمار شامل وفقدت البلاد العراقية التي كانت مضربا للمثل في العلم والتقدم كل معالمها التاريخية والجغرافية، وهو ما جعل الذكرى موعدا للترحم على الرئيس الذي ضيّعوه وضيعوا معه العراق بالكامل.
وبالرغم من أن ذكرى رحيل صدام حسين يُحتفل بها عادة بالتاريخ الهجري في ذي الحجة، إلا أن الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية، تذكرت الرجل في هذه المناسبة الهجرية ورأت في اختيار توقيت إعدامه الذي أشّرت عليه الولايات المتحدة الأمريكية كان خطأ جسيما لأن غالبية العراقيين بما فيهم الذين طالتهم ديكتاتورية الرجل وجبروته سواء من الأكراد أو الشيعة صاروا يترحمون على أيام السلم والأمان والرخاء أيضا التي عاشوها في زمن صدام حسين، فكانت الفتنة نائمة نوما عميقا، قبل أن تندلع الفتنة منذ أكثر من عشر سنوات، ولم تتوقف، وواضح أن عمرها مازال طويلا.
وللأسف فإن العراق لن يتمكن من العودة إلى الصفر، لأن ما بلغه حال العراق حاليا قد صار دون الصفر، وكان أحد القادة الأمريكيين في عام 2006 قد قال بالحرف الواحد، تعقيبا على شنق صدام حسين بأنه قدم للبشرية هدية عيد أضحى ورأس السنة الميلادية مع نهاية أكبر ديكتاتوري في التاريخ، ومرت السنوات وواضح أنه قد قدّم للراحل صدام الذي يتذكره الناس في كل عيد أضحى وأيضا في الثلاثين من ديسمبر على مشارف الاحتفال برأس السنة الميلادية.