في خضم التسابق المحموم الذي تشهده الساحة السياسية الراهنة في موريتانيا في مجال إظهار التأييد للمرشح الرئاسي محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني؛ بات الرأي العام الوطني، والمراقبون المتابعون لهذا الحراك الشعبوي المعهود في مثل هذه المناسبات الانتخابية؛ بشكل خاص، أمام مشاهد أقرب للفولكلور المسرحي منه للعمل السياسي الجاد الذي ينبني على رؤية تنطلق من دراية بواقع البلد واستشراف ناضج لآفاق مستقبله ووعي عميق بأهم التحديات التي قد تعترض مسيرته التنموية المتكاملة.
واقع يجعل من الوجيه والسياسي اليوم، التوقف عند بعض الملاحظات المستخلصة من النشاط الأخير الذي نظمته الإدارية المرموقة زينب بنت احمدناه؛ مديرة الحريات السياسية بوزارة الداخلية واللامركزية؛ دعما لخيار ترشح وزير الدفاع الوطني محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني؛ وهي الملاحظات التي تعكس أبرز ما ميز تلك التظاهرة النوعية بامتياز، عن باقي المبادرات الكثيرة التي تم الإعلان عنها في لقاءات عامة خلال الأسابيع الماضية تحت الشعار ذاته.
الملاحظة أو الميزة الاولى تمثلت في حجم الحضور اللافت لمختلف الكتل والأحلاف السياسية على مستوى ولاية لبراكنة بالذات؛ ما يعكس المصداقية القوية التي تحظى بها بنت احمدناه لدى تلك الأطراف التي تمثل صورة نموذجية مصغرة لمجموع سكان الولاية التي عملت والية لها في فترة سابقة، وبالتالي شهادة تقدير وعرفان من هؤلاء على نجاح تلك التجربة وصمودها في وجه عاديات الزمن.
الميزة الثانية تجسدت في حرص عدد من أبرز رفاق صاحبة الدعوة من كبار أُطر قطاع الداخلية واللا مركزية؛ حيث كان في طليعة من لبوا دعوة بنت احمدناه، ثلاثة ممن تناوبوا على منصب الأمين العام لوزارة الداخلية خلال العشرية الاخيرة؛(محمد الهادي ماسينا ، باب ولد بوميس ، و الامين العام الحالي محمد ولد أسويدات) إلى جانب ولاة وإداريين سابقين من القطاع ذاته.
أما ثالث المميزات التي انفردت بها التظاهرة فقد انعكست من خلال تواجد عدد من أبرز المنتخبين من نواب وعمد يمثلون مناطق مختلفة من كافة جهات موريتانيا؛ حيث لوحظ، على سبيل المقال، حضور نائب وعمدة بلدية نواذيبو القاسم ولد بلالي، ومجموعة نواب الجمعية الوطنية الذين نأوا بأنفسهم عن توقيع ملتمس المأمورية الثالثة الذي أوقفته رئاسة الجمهورية في بيان رسمي، من أمثال لمرابط ولد بناهي، نائب كنكوصة، و محمد محمود ولد حننا نائب باسكنو ؛ فضلا عن حضور رئيسة المجلس الجهوي لانواكشوط و العديد من عمد العاصمة الذين تجشموا عناء السفر حرصا منهم على عدم تفويت المشاركة في حدث بهذا المستوى من التميز النوعي.
الميزة الرابعة تمثلت في استعراض ما تم من إنجازات وطنية كبرى تلامس حياة المواطن اليومية بقيادة رئيس الجمهورية محمد زلد عبد العزيز ، و كذلك تقديم الخصال الحميدة التي يمتاز بها المرشح ولد الغزواني عن جميع المرشحين المعلنين والمحتملين؛ بما في ذلك سيرته الذاتية ومساره المهني الناجح وتجربته المتميزة في خدمة موريتانيا ودوره الريادي والفاعل في ضمان أمن وحماية الحوزة الترابية للوطن، وإرساء جو السلم والاستقرار الذي عرفته البلاد خلال العشرية الأخيرة.