قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الشعوب العربية تتطلع إلى القمة العربية الثلاثين، التي تنطلق الأحد، في تونس العاصمة، بمزيج من القلق والأمل، مضيفًا: "قلق من استمرار حال الأزمة في بعض بلادنا، وآمل في قرب الانفراج واستعادة العافية للجسد العربي، بعد سنواتٍ من المعاناة والألم".
وأعرب أبو الغيط عن خالص الشكر والتقدير والامتنان للدكتور إبراهيم العسّاف، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، على ترؤس بلاده أعمال القمة العربية، العام الماضي، بالظهران؛ مبرزا ان تلك القمة "كانت قمة ناجحة بكل المقاييس، من حيث ترتيباتها وأعمالها وما تمخض عنها من نتائج وقرارات، - شاكرا في الوقت ذاته - وزير الشؤون الخارجية للجمهورية التونسية، على حسن الإعداد والاستقبال وكرم الضيافة لاحتضان القمة العربية الثلاثين.
ونوه الأمين العام للجامعة العربية بالدور الريادي المتميز الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ الذي حرص على حضور قمة تونس شخصيا؛ في سبيل جمع كلمة العرب وتعزيز العمل العربي المشترك.
وتابع يقول: "تلتئم القمة العربية هذا العام، ولا زالت أزمات المنطقة تنتظر انفراجة تُخفف من عناء الشعوب التي أنهكتها الصراعات، وتستجيب لقلق الرأي العام العربي حيال حالات التفسخ والتفكك التي ضربت بعض الدول العربية، فضلًا عن نهج التربص والانقضاض الذي تنتهجه بعض القوى الإقليمية في تعاملها مع المنطقة العربية"؛ منبها الى أن الوضع في العالم العربي، "على ما فيه من مشكلات وما يمر به من أزمات، لا زالت كلمته مجتمعة على قضايا لا تقبل مساومة، أو تحتمل تجميلًا أو مُداهنة، يرفض العرب أن يسمى الاحتلال بغير اسمه، أو أن يُمنح المحتل شرعية لاحتلاله".
واستطرد أبو الغيط، في خطابه إمام وزراء خارجية دول الجامعة العربية: "نقول بصوت واضح إن الجولان أرض سورية عربية محتلة بواقع القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن 242 (لعام 1967) و497 (لعام 1981) التي رفضت الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.. وأي إعلان من أية دولة –مهما كان شأنها أو كانت مكانتها- يُناقض هذه الحقيقة لن يُغير من الواقع شيئًا، وليست له حيثية أو أثر قانوني.. وإذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته خطيئة، وتقنينه عبث بالقانون ومبادئ العدالة.. وإقرار بأن القوة تنشئ الحقوق وتُرتب المزايا.. وليس على مثل هذا المبدأ يتأسس النظام الدولي المعاصر، الذي كانت الولايات المتحدة أول من وضع أسسه وروج لمبادئه.. ثم تأتي اليوم لتكون أول من يخرق هذه المبادئ ويضرب تلك الأسس".
وخلص إلى التأكيد على أن "كلمة العرب اتحدت أيضًا على دعم الفلسطينيين في نضالهم من أجل انهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. قمتنا الأخيرة بالرياض اتخذت من القدس عنوانًا لها في رسالة لا ينبغي أن يخطئ أحد فهم دلالتها أو يتغافل عن رمزيتها.. ولا قضية تجمع العرب قدر قضية القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.. ويخطئ من يظن أن أزمات المنطقة صرفت الانتباه عن هذه القضية الجوهرية... إن حالة الاستقواء غير المسبوق التي يسعى الاحتلال إلى تكريسها في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ قمعًا وحصارًا واستيطانًا".