حي عريق من آل البين (ألاك) ، يقع قبالة أكبر مسجد في مدينة كيفة ، واقدم مستشفى في المنطقة ، يحتوي مجمعا محظريا هو قبلة لطلاب العلم من شتى أنحاء موريتانيا .
كان هذا الحي ينعم بماء منسكب دائم ، رغم كلسه و تلوثه موجود في كل الأوقات .على غفلة من عباد و نساك و نساء يدنين عليهن من جلابيبهن ، و من طلبة علم ملؤوا فضاءه بالتلاوة و الذكر ، يأتي تاجر مغمور ، يتلمظ رغبة في ربح سريع ، و يراهن على علاقات في القمة و في الوسط ، فيفتتح حنفية عمومية في المنحدر (لمسيلة) ، و بسعر زهيد مشرع من الشركة يشتري المتر المكعب ، و يبيعه مضاعفا للمضطرين ، فتقوم حنفيته بشفط كل المياه التي تتوجه للحي ، ليفتح الصغار و الشيب و الشباب أعينهم على القيظ و العطش ، و تجد المواشي نفسها بدون سقاية.ترتفع الأصوات للسلطات ، فيتم إغلاق الحنفية ، لكن اتصالات من وزير ناطق باسم حكومة و مدير مسؤول عن شركة المياه تسكت الأصوات و تدفع السلطات للإذعان للتاجر .
لست أعلم كيف لمدينة كبيرة ، مكتظة من السكان بمختلف الانتماءات الاجتماعية ، أن تكون بهذه الدرجة من الاستكانة ، و كيف لسلطات في ظل حكم ديموقراطي ، أن ترضخ لرغبة مسؤول مقابل حق بين و ظلم جائر .قصة تعطيش أبناء أشرف الخلق ، في حيهم و مدينتهم ، بسبب لعاب تاجر ، و سكوت مسؤولين محليين و إداريين على القضية ، وصمة و شائبة على مدينة عريقة ، خرجت ابناء بررة و وطنيبن أحرار ، و كتابا و أدباء و مثقفين .