الجوع والفقر في عالمنا العربي...الى متــــــي؟ / عبد الودود ولد محمد عبد الودود

أحد, 2014-10-19 06:40

يتميز عالمنا المعاصر بالتقدم العلمي والتكنولوجي والمادي لكن مع ذلك تستمر ظاهرة الجوع والفقر حيث يعاني شخص من بين ثمانية أشخاص في العالم من الجوع.. وتتركز ظاهرة الجوع في الدول النامية التي ينتسب إليها بلدي موريتانيا ويعد الجوع ظاهرة في أكثر من بلد عربي  وتترك أثرها عليهم

 خصوصاً النساء والأطفال الذين هم أكثر الفئات تأثراً بالجوع والفقر.

إن السبب الرئيس لظاهرة الجوع في البلدان العربية هو الفقر وانخفاض مستويات الدخل حيث لا يكفي لسد الحاجات الأساسية كما هو الحال في موريتانيا  وغيرها من البلدان العربية بالإضافة إلى الدول التي تتصف بالغنى والثروات لكن يكون الفقر والجوع فيها أقل حدة من البلدان الأخرى.

وهناك بعض الدول التي كان بإمكانها أن تعيش حياة خالية من الفقر والجوع كموريتانيا لكن الجيش حرم شعبها من ذلك من خلال نهبه لمواردها وهيمنته الاقتصادية والسياسية  ليصبح عثر في وجه التنمية مما زاد ظاهرة الجوع فيها بشكل ملفت حيث لا يمكن لأكثر من نصف سكان الجمهورية الاسلامية الموريتانية تلبية حاجاتهم الغذائية اليومية من دون مساعده وينطبق الأمر على أي دولة عربية يصيبها عدوي الانقلابات ويسرق خيراتها بنفس الأسلوب.

حيث نشرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" تقريراً صدر في عام  2013 يفيد بأن 870 مليون شخص حول العالم عاني من سوء التغذية من الفترة 2010 الى 2012

واعتمدت المنظمة على مقياس رقمي من 1 إلى 100 حيث يعني 1 انعدام ظاهرة الجوع، وحسب هذا المقياس احتلت دولة بوروندي في إقريقيا رقم 78 - كآخر دولة في هذا المقياس ، وجاء قبلها إريتريا (77) وجزر القمر (76) بالإضافة إلى السودان (74) واليمن (72)

وموريتانيا68)

Worldmetersوحسب موقع

الذي ينشر إحصائيات محدثة عن العالم فإن أكثر من 894 ونصف مليون شخص يعاني من سوء التغذية في العالم هذه اللحظة، في حين أن عدد الذين يعانون من زيادة الوزن في العالم يقارب من مليار و585 مليون ونصف شخص.

وكان البنك الدولي عرف الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار، وعددها 45 دولة معظمها في أفريقيا، منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنويا. برنامج الإنماء للأمم المتحدة يضيف معايير أخرى تعبر مباشرة عن مستوي رفاهية الإنسان و نوعية الحياة "Livelihood” هذا الدليل وسع دائرة الفقر بمفهوم نوعية الحياة لتضم داخلها 70 دولة من دول العالم، أي هناك حوالي 45% من الفقراء يعيشون في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء، ونكتفي هنا بذكر أن 30 مليون فرد يعيشون تحـت خط الفقـر في الولايات المتحدة الأمريكية (15 % من السكـان)

وخلال النصف الثاني من القرن العشرين كثر الحديث عن الفقر والفقراء في أدبيات الأمم المتحدة بالتوسّع من الظاهرة الاجتماعية في المجتمع الواحد إلى الظاهرة العالمية بتصنيف البلدان إلى غنية وفقيرة وبتحديد مقاييس ومؤشرات للفقر في مستوى البلدان وكذلك الأفراد مع مراعاة النسبيّة، فالفقير في الصومال لا يُقاس بالمقاييس نفسها التي يقاس بها الفقير في أمريكا الشمالية.

وتم تحديد يوم 17-19 أكتوبر من عام 2008م، كيوم عالمي للفقر من قبل هيئة الأمم المتحدة. غير ان عدد الفقراء انخفض في الأعوام 2005 -2008م، في الهند والصين ليزداد في بلاد شنقيط "موريتانيا"، وذلك بفضل معدلات النمو العالية التي حققها هذان البلدن خلال السنوات الماضية..

وفي الختام .. فإن حقيقة مشكلة الفقر – بناء على ما تقدم – لا تكمن من حيث الأصل في ندرة الموارد – إذا أردنا أن ننظر إلى الموضوع نظرة كونية , لأن الموارد على الصعيد الكوني تتصف بالوفرة – بل ترجع إلى سوء توزيع الثروة والدخول بين شعوب الكرة الأرضية , وقد أثبتت الدراسات أن 23% من سكان العالم يعيشون في الدول المتقدمة – دول الشمال – ويحصلون على 82 % تقريبا من الدخل العالمي ,

بينما يعيش 77% من سكان العالم في الدول النامية – أو ما يعرف بدول الجنوب – ولا يحصلون إلا على 18% من الدخل العالمي , وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على سوء توزيع الثروة والدخول بين الشعوب