أطلقت شبكة الفاعلين في مجال الاتصال التقليدي للتنمية، منذ الخميس 2 مايو الجاري، وساطة للتوصل إلى صيغة للمصالحة بين رئيس اتحاد أرباب العمل المالي ممادو سينسي كوليبالي ورئيس المحكمة العليا، نوهم تيلي، الذي يتهمه الاول بأنه مرتشي؛ بينما قام الأخير بفتح ملف قضائي ضد الملياردير المثير للجدل بعدائه المشهود للرشوة في صفوف الموظفين الحكوميين والمسؤولين العموميين في بلده.
وقد بدأ رئيس ارباب العمل في مالي حربه على الرشوة والفساد باتهامه رئيس المحكمة العليا بتعاطي الرشوة، ليوجه له الأخير تهمة القذف والإساءة للقضاء؛ لكن هذه المواجهة القوية تبدو في طريقها للتوقف بفعل الوساطة التي أطلقها الفاعلون في مجال الاتصال التقليدي (الشعراء، الموسيقيون، الفنانون).
ويتساءل العديد من المراقبين عن عن مصير محاربة الفساد حين تنجح هذه الوساطة في ثني سينسي عن نشر قائمة الموظفين الرسميين المتورطين في عمليات فساد والذين فال إنهم مرتشون؛ خاصة وأن أوساطا واسعة من الماليين ابدت تضامنها مع رئيس أرباب العمل وهو ما تجسد في خروج المئات من سكان الدائرة الرابعة في باماكو يوم 24 إبريل المنصرم وأحاطوا بمبنى المحكمة العليا لمنع رئيسها من الدخول.