نظم منتدى الأواصر بالتعاون مع مركز الدراسات والابحاث التربوية (CERP) لقاء مشتركا بمقـر الجهة الأخيرة بانواكشوط، ندوة يوم أمس الاحد 5 مايو حول التعليم تحت شعار "معضلة الجودة في التعليم بموريتانيا" .
وقــد افتتح اللقاء بكلمة لرئيس منتدى الأواصر للتحاور (FED) الاستاذ عبيـد إميجن الذي تحدث فيها بإسهاب حول هذا الموضوع باعتباره جزءا من المساهمات التي تضطلع بها منظمته حيال النقاشات الدائرة حاليــا حول المعضلات الوطنية الكبرى بما فـي ذلك مسألة التعليم الذي باتت أوضاعه مقلقة على كافـة الصعد ومعربا في الوقت ذاته عن سعادته بالتعاون مع مركز الدراسات والابحاث التربوية من اجل انجاز هذه الورشـة، وتطرق المدير العام للمركز الاستاذ الشيخ ولد معطً للانجازات والانشطة التي تنظمها هيئته شهريا حول التعليـم باعتبار المسؤولية عنه مشتركــة.
وانعقـد اللقاء على شكل طاولـة مستديـرة تتخذ من "معضلة الجودة في التعليم بموريتانيا" الموضوع الرئيسي لها حيث أنصبت عروض السيدات/ الســادة الأساتــذة على جوانب التأطيـر، مبتدئين بعرض للاستاذة مكفولة منت آكاط (أستاذة، و وزيرة سابقة)، ثـم محمــد الأمين الداه (أستاذ وخبير تربوي)، فــابراهيم بلال رمظان (استاذ وداعية حقوق انسان)، و أخيــرا الشيــخ معطً ( أستاذ تعليم فني) حــول أربعـة عروض كانت تباعا كالآتــي :
(1) "الاصلاحات، والمقاربات أين الاخفاق؟".
(2) "تسييس التعليم.. معضلة مدمرة للحاضر والمستقبل؟".
(3) "التعليـم كإشكال اجتمـاعي مُعيـق!".
(4) "التعليـم المهني بموريتانيا والخيارات التنموية المتاحة".وشارك في الطاولـة المستديـرة مدعوون من القطاعين الخاص وهيئات المجتمع المدنـي بالإضافـة إلـى الخبــراء وذوي الاختصاص اللذين أمكنهم مناقشـة قضايا المدرسة الموريتانية ومعضلات التعليم السياسية والاجتماعية والثقافية الهامـة وذلك على ضوء العروض المُقدمـة.
وجه المُشاركون الى ضرورة المبادرة الى تبنـي مقاربات تربويـة بديلـة من شأنها أن تساهم في تعزيز الانصاف الاجتماعي داخل الوسط التربوي وتضمن في الوقت نفسه إصــلاح المنظومـة التعليمية وتطور من أداء المدرسة الموريتانية، هذا إضافة الى أهمية خلق ارادة سياسيـة جادة للإصلاح والارتقاء بالتعليـم وخاصـة في المرحلة الابتدائية.
و أكد الجميــع على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار بــالتوصيات التاليــة :·
فـي مجال الحماية الاجتماعية وجهود التقارب بيــن مكونات المجتمع الموريتاني فإن المشاركيـن يشعرون بالقلق البالــغ ازاء أوضاع المدارس في جلّ ولايات الوطن حيث يتزايـد الانقسام العرقـي والطبقـى تبعا للموقـع الجغرافي والمكانة الاجتماعي للتلاميـذ، وهو ما يفرض إســراع السلطات العمومية والشركاء في العملية التعليمية الى ارساء سياسات ايجابية من شأنها التقليل من الغبـن والتمييز داخل الوسط المدرسي، ونشــر القيـم الهادفة الى حماية الوحدة الوطنية وانتشـال الاجيال المقبلة من الأوضاع غير السوية.·
على ضوء الانتخابات الرئاسيـة الراهـن تنظيمها؛ ناشـد المشاركــون في الطاولة المستديـرة الفائــز بهذه الانتخابات لإيلاء التعليم الأهمية الاستراتيجية القصـوى في سياساته العموميـة، وذلك عبر تطبيــق مخرجات إصــلاح 2011 ورفــع الإنفاق الحكومي على التعليـم من تسعة بالمئة في المُوازنات الحالية إلـى عشرين بالمئة، كما هو الحد الأدنى المتعارف عليها وفق أهداف التنمية المُستدامة (ODD).·
طالب المشاركــون بتوحيـد التعليـم الأساسـي عبر إبتكار مدرســة جمهورية تراعـي الخصوصية الثقافية والاجتماعيـة لدى الموريتانيين كافـة ومن شأنها أن تضمن الجـودة في المقاربات والمحتويات التربوية وتبتعـد عــن مرحليـة "المغامرات" الايديلوجية عبر الأخـذ بالحقوق الثقافيـة لدى الأفراد والجماعات الموريتانية.