في الوقت الذي ما زال الخبراء المهتمين بمستجدات الأسلحة يبحثون تأثيرات منظومة الصواريخ “إس “400 على موازين القوى العسكرية في العالم، تفاجئ روسيا الجميع بقرب استعمالها منظومة “إس 500” القادرة على اعتراض الصواريخ في الفضاء، وهو تطور يقلل من أهمية الذرع الصاروخي الأمريكي.
واقتحمت روسيا مجال الدفاع الجوي بقوة كبيرة بعدما نجحت في تطوير “إس 300” الى “إس 400” القادرة على اعتراض الطائرات المقاتلة المتطورة مثل “اف 22″ و”اف 35” واعتراض الصواريخ الموجهة. ويتابع الخبراء الجدل العسكري بعد قرار تركيا شراء منظومة “إس 400” والحملة والضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة على أنقرة للتخلي عن الصفقة، وباعت روسيا صواريخ “إس 400” الى الجزائر والى الصين وتنوي بيعها الى الهند بعدما وقعت عقدا مع تركيا، وتهدد الولايات المتحدة الدول التي تقتني هذا السلاح بعقوبات.
وتفاجأ روسيا العالم هذه الأيام، وفق الصحافة الروسية، ومنها وكالة “سبوتنيك” و”روسيا توداي”، بالكشف عن قرب دخول نظام “إس 500” الخدمة في الجيش الروسي نهاية السنة الجارية أو بداية المقبلة، ومن مميزات منظومة “إس 500” العسكرية قدرتها على إصابة الأقمار الاصطناعية العسكرية في الفضاء، واعتراض الصواريخ الباليستية في الفضاء، أي خارج الغلاف الجوي قبل توجهها للأهداف التي ترغب ضربها في الأرض.
كما تمتلك القدرة على ضرب عدد من الأهداف السريعة في وقت واحد مثل الصواريخ التي لديها قدرة سرعة سبعة كلم في الثانية الواحدة، وترصد الطائرات أو الصواريخ وتدمرها على بعد 800 كلم قبل وصولها الى ضرب الأهداف.
وكان المحلل الروسي إيفان كولوفالوف قد صرح في تعليقه على القوة العسكرية لهذه المنظومة “الغرب سيجد نفسه في موقف صعب بشأن كيف سيلحق بروسيا بعد اعتماد إس 500”.
وكتبت المجلة الأمريكية المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية العسكرية “ناسيونال إنترسنت” الأسبوع الماضي أن انتقال روسيا من “إس 300” الى “إس 400” استغرق قرابة 30 سنة، وعوضت الثانية الأولى، لكن الانتقال من “إس 400” الى “إس 500” فقط هو سنوات، ولا يتعلق الأمر بتعويض “إس 400” بل بتكامل في الدفاع، وهو تقدم عسكري هائل تسجله الصناعة العسكرية الروسية نظرا لخصائص هذا النظام.