مبارك في اول حوار له بعد تنحيه: على العالم العربي الاستعداد للتعامل مع ما قد يُعلن حول صفقة القرن

اثنين, 2019-05-20 10:06

اعتبر الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك أن ما يطلق عليه صفقة القرن الدائر الحديث عنها خلال الفترة الحالية مجرد كلام جرايد، لكن له مقدمات غير مطمئنة وعلى العالم العربي الاستعداد للتعامل مع ما قد يُعلن حول الموضوع.

جاء ذلك في حوار أجراه مبارك مع الصحفية الكويتية فجر السعيد ونشرته صحيفة الأنباء الكويتية في عددها الصادر اليوم الاثنين.

وقال الرئيس الأسبق إن “صفقة القرن كلام جرايد وتسريبات غير مؤكدة.. لكن هناك مقدمات غير مطمئنة خاصة بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وضم إسرائيل للجولان والتوسع المستمر في المستوطنات.. هذا كله يجعلني غير متفائل.. وعلى العالم العربي الاستعداد للتعامل مع ما قد يُعلن حول الموضوع”.

وأضاف مبارك “أعرف نتنياهو(رئيس الوزراء الإسرائيلي) جيدا.. وهو أيضا يعرفني ويعرف صراحتي معه جيدا.. هو لا يرغب في حل الدولتين.. هو لا يؤمن بمبدأ الأرض مقابل السلام.. هو يريد فصل غزة عن الضفة”.

وتابع “هو كان كلمني في الموضوع ده لما زارني في أواخر ..2010 وقالي إذا كان ممكن الفلسطينيين في غزة يخدوا جزء من الشريط الحدودي في سيناء.. قلت له انسى.. ما تفتحش معايا الموضوع ده تاني.. حنحارب بعض تاني.. فقال لي لأ خلاص وانتهى الحديث”.

وقال مبارك “فإذا كان كل اللي بيتم على الأرض اليوم يقوض حل الدولتين طيب إيه البديل؟ ايه الأفق السياسي؟ مشروعات واستثمارات وتعاون، ماشي كويس بس فين المسار السياسي؟ على العموم العرب لازم يبقوا جاهزين للتحرك والرد على الطرح الأمريكي لما تتضح معالمه بشكل رسمي”.

وردا على سؤال بأنه ليس متفائلا أجاب الرئيس المصري الأسبق “أنا بطبيعتي إنسان متفائل بس المشهد العام في خصوص هذا الموضوع لا يدعوا للتفاؤل، ولكن على العالم العربي ان يكون جاهزا للتعامل مع ما قد يعلن أو يطرح حول هذا الموضوع”.

وفيما يتعلق بالرأي الحالي الذي يقول بأن التهديد الإيراني هو الخطر على العرب والخليج وليس إسرائيل؟ قال مبارك “أنا لا أنكر أن إيران تسعى للتغلغل في المنطقة وده يهدد الأمن القومي العربي، من بعد 2011 تحديدا كل القوى اللي لها أطماع في منطقتنا استغلت هذا الظرف التاريخي لتحقيق مصالحها، مصر وقفت مع العراق في حربه ضد إيران، ومصر وقفت مع الاشقاء في الخليج ضد أي تهديد إيراني لهم، وأنا مع الملك عبدالله العاهل السعودي كان لنا رؤية مشتركة في التصدي لأطماع إيران في المنطقة مع محاولة فتح أي آفاق للتفاهم معهم”.

وأضاف “أنا حاولت أحسن العلاقات مع إيران أيام الرئيس خاتمي، وتقابلت معه في جنيف، بس المتشددين عندهم عقدوا أي فرصة لتحسين العلاقات، وما ننساش أن أثناء أحداث يناير 2011 هنا في مصر طلع المرشد الإيراني يوم جمعة وبشكل غير مسبوق وألقى خطبة باللغة العربية يحرض فيها على الثورة الإسلامية في مصر، أطماع إيران ومساعيهم واضحة، وتهديدهم للخليج لا يمكن السكوت عليه، بس أطماع إسرائيل أيضا واضحة بالذات في ظل الحكومة الحالية، فلابد من التعامل مع الموضوعين بحيث لا يطغى موضوع منهم على الآخر”.

وتابع “أنا قناعتي ان القضية الفلسطينية قد تبدو كامنة بفعل الظروف الإقليمية والدولية الحالية، لكن كما قلت محاولة فرض حلول غير عادلة بسبب اختلال موازين القوى لن تجعل أي سلام أو تعاون دائم بل قد تنفجر الأوضاع في أي وقت”.