![](https://rimtoday.net/sites/default/files/styles/large/public/field/image/04FDCD03-F599-4CE3-8391-1A9873454279.jpeg?itok=OtE-xF1L)
كشفت مصادر مطلعة مهتمة بشؤون القضاء في موريتانيا عن وجود ثلاثة قاصرين في مركز للتأهيل (بسجن القاصرين) بنواكشوط على خلفية صدور أحكام قضائية بحقهم؛ مبرزة أن المعنيين تجاوزوا سن الرشد خلال قضاء محكومياتهم.
وحسب ذات المصادر فقد تقرر إيداع المعنيين السجن المدني مع البالغين بعدما تكرر اعتقالهم في قضايا تتعلق بالسطو على المنازل فكلما حكم عليهم بالسجن لفترة محدودة نظرا لكونهم قاصرين، يعودون من جديد لممارسة نفس الأعمال حتى كبروا على ذلك فحوكموا، مبالغين.
وأوضح موقع "ميادين" الإخباري أن القصة تعود لثلاثة آطفال جمعهم التشرد في شوارع نواكشوط، وأرغمتهم قساوة ظروفه على إمتهان الساقة، حيث يتم إستغلالهم من طرف "لصوص كبار" لتنفيذ عمليات سطو داخل البيوت أحيانا، وتارة ينفذون العمليات بأنفسهم ليستفيدوا بالمسروقات دون غيرهم، فأحيلوا مرات تلو الأخرى إلى القضاء، الذي كان يضعهم تارة تحت "الحضانة" وطورا يحيلهم إلى سجن القصر، في إنتظار المحاكمة التي عادة ما تصدر عليهم أحكام مخففة، يخرجون بعدها من السجن. ليعودوا مجددا بعد تنفيذ عمليات أخرى، حتى بلغوا سن الرشد، فقرر القضاء أن يكونوا ضمن نزلاء السجن المدني في دار النعيم.
ونظرا لعدد المرات التي مثلوا خلالها أمام القضاء، اكتسب الثلاثة "خبرة" في مجال الإجراءات القضائية حيث باتت مختلف السلطات القضائية بقصر العدالة في نواكشوط تعرفهم تمام المعرفة، وتعودوا على مداخل ومخارج القصر، وعلى جميع كتاب الضبط وعمال السكرتيرات والبوابين، لكثرة ما تمت إحالتهم إلى هناك.
وأضاف المصدر أن الثلاثة نفذوا عديد العمليات في مناطق متفرقة من نواكشوط، ولما بلغوا سن الرشد تفرقوا وأصبحت لكل منهم جماعته التي ينفذ معها العمليات، فكان "سعيد" زعيما لجماعة تنفذ العمليات في الأحياء الراقية بنواكشوط على المنازل والمكاتب، وصعد نجمه حتى أصبح من "الكبار"، الأمر الذي مكنه من قيادة أكبر تمرد وفرار داخل السجن المدني بدار النعيم ذات مرة، بعد تمكنه مرات من الفرار من قبضة الأمن.
ثاني هؤلاء القصر الذين بلغوا سن الرشد المدعو سماح، الذي لم يكن له من الأهل يتابع قضيته ويتدخل للإفراج عنه سوى شقيقه الدركي، الذي تخلى عنه في النهاية، بعد أن فشل في تقويمه وإعادته إلى جادة الصواب. فالمعني كان ينفذ العمليات وهو طفل قاصر، ولم يخلو منزل ولا مكتب منه حتى وصل إليه، بل تم أستخدامه مرات من طرف كبار اللصوص في تنفيذ عمليات، بعضها خارج العاصمة، وهو متخصص في إبتكار طريقة للوصول إلى غرف النوم، وماهر في "إستعطاف الضحايا"، الذين عادة ما يسحبون منه الشكاوى، فيصبح وجوده في السجن بدون طرف مدني، الأمر الذي يخفف عنه الحكم أو يساعد في الإفراج عنه.
الثالث هو المصطفى، الذي كان هو الآخر ينفذ العمليات طفلا، حتى بلغ سن الرشد، فواصل على نفس النهج، فأعتقل وحوكم تارة بأحكام مخففة وتارة بأحكام موقوفة.
إنهم "صبية" فقدوا الحنان والرعاية، فكانت هذه طريقهم –والعياذ بالله-، حتى أصبحوا من عتاة "المجرمين" في عاصمة موريتانيا نواكشوط.