تحتفل جمهورية أذربيجان بتأسيسها كدولة مستقلة في في الثامن والعشرين من مايو عام 1918، ومن هذا التاريخ المجيد ظلت جمهورية أذربيجان الشعبية نموذجا عالميا كأول جمهورية برلمانية وقانونية وعلمانية في العالم التركي والإسلامي.
فى البداية ترأس السياسي كان فتلي خان خويسكي الحكومة المؤقتة - المجلس القومي. وخلال فترة توليه القصيرة للحكم ،عرفت اذربيجان المستقلة حديثا آنذاك انجازات عظيمة، تمثلت فى اعطاء المرأة الحق فى التصويت الانتخابي،وهكذا تم تحقيق المساواة بين النساء والرجال. ومن ثم تم تنظيم الجيش الوطني، وإصدار العملة الوطنية. ومن ذلك التاريخ اعترف المجتمع الدولي رسميا باستقلال أذربيجان.وسطر هذا الحدث التاريخي قدرة شعبنا على بناء دولة مدنية مستقلة.
ظهرت جمهورية أذربيجان الشعبية وهي أول جمهورية ديمقراطية في الشرق المسلم على مسرح التاريخ نتيجة منطقية للتطور الاجتماعي والسياسي والثقافي.
كانت جمهورية أذربيجان الشعبية مثالا للدولة الجديدة والمجتمع الحديث الذي يجمع بين القيم الديمقراطية الأوروبية وخصائص الحضارة الشرقية.
ان الإنجازات التي تم تحقيقها خلال عهد الجمهورية الأولى اكتسبت أهمية كبيرة في وضع الأسس لدولتنا وتحديد سبل التنمية المستقبلية على الرغم من ان الجمهورية كانت موجودة لمدة 23 شهرا فقط .
ان توفير الحقوق والحريات الديمقراطية والاعتراف بالحقوق المتساوية لجميع المواطنين بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني وإعطاء النساء الحق فى الانتخاب قبل العديد من الدول الأوروبية واعلان اللغة الأذربيجانية لغة رسمية ،والاهتمام الخاص بتطور التعليم والثقافة وتنظيم الجيش الوطني النظامي وتأسيس المنظمات الأمنية والاعمال الأخرى تصف بوضوح نطاق وجوهر السياسة التي قامت بها حكومة الجمهورية الشعبية.
تميزت جمهورية أذربيجان الشعبية خاصة بأنشطتها في تطوير التعليم والثقافة والأدب والفن.
ان تأميم المؤسسات التعليمية كان واحدا من الإجراءات التي انجزتها الحكومة الأذربيجانية. اصدر البرلمان الأذربيجاني قانونا بشأن تأسيس الجامعة الحكومية وبذلك وضع اساس المركز الوطني للتعليم في الواحد من سبتمبر عام 1919.
واليوم اتسمت السياسة الخارجية الأذربيجانية بالنشـاط والديناميكيـة، والتـوازي مـع التطـور متعـدد الأوجـه للبلاد والسياسـات الداخلية المتبعـة، بـل أصبـح مـن الصعـب القيـام بأي مبـادرة في منطقـة جنوب القوقاز دون الأخـذ في الاعتبـار دور أذربيجـان ومكانتهـا. ونجحت أذربيجان في تأمين الاستقرار السياسي الداخلي والنمو الاقتصادي المتواصل للبلاد على المدى الطويل منذ الاستقلال وحتى اليوم.
وتشكل احتلال أرمينيا ل20 في المائة من أراضي أذربيجان التي تشمل على إقليم قراباغ الجبلي الأذربيجاني والمحافظات السبع المجاورة له شكلت أخطر تهديداً لأمن البلد. وأوقع احتلال أرمينيا أكثر من مليون أذربيجاني في حالة لجوء وتشرد ونزوح بشكل قسري،بجانب تعرض الأراضي المحتلة للتطهير العرقي بالكامل والنهب والسلب والاغتصاب المادي والمعنوي حيث أن أرمينيا دمرت كل التدمير جميع الآثار الثقافية ومن بينها المساجد والآثار التاريخية الإسلامية.
تتخذ أذربيجان موقفا واضحا في تسوية الصراع. يتمثل فى وجوب حل القضية في إطار وحدة أراضي أذربيجان وحدود بلدنا المتعارف عليها دوليا. ويعتمد هذا الموقف على قواعد القانون الدولي ومبادئه وميثاق منظمة الأمم المتحدة ووثيقة هلسينكي الختامية، والوثائق الدولية العديدة المتبنية في مجال تسوية الصراع.
ونتيجة لسياسات بعيدة النظر للزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف، وعمله الجاد، تمكنت أذربيجان من تحقيق نجاحات كبيرة في جميع المجالات على الرغم من البداية الصعبة التي مرت بها الدولة بعد حصولها على الاستقلال، إذ ظهر نموذج جديد للتنمية والإصلاحات الاقتصادية، وهو النموذج الأذربيجاني.
تميز20 سبتمبر 1994 بتوقيع وتنفيذ الاتفاق الذي يعرف حاليا في جميع أنحاء العالم باسم "عقد القرن"، وهو دليل واضح على تنفيذ إستراتيجية النفط الجديدة التي وضعها حيدر علييف، والتي تعتبر جزءا من مفهوم التنمية الاقتصادية في جمهورية أذربيجان المستقلة.
تحت قيادة حيدر علييف، تم تطوير إستراتيجية النفط التي شكلت المفتاح الأساسي لنجاح اندماج أذربيجان في النظام الاقتصادي العالمي. ووفقا لهذه الإستراتيجية وفي وقت قصير تم ترميم البنية التحتية وإعادة بنائها.
هذا وقد نصب الزعيم الوطني العام حيدر علييف بكونه شخصية فريدة في تاريخ أذربيجان الحديث تمثالا مهيبا له في قلوب الشعب الأذربيجاني. وقد وضع الأسس الفكرية السياسية لبناء دولة أذربيجان العصرية بجانب تحقيقه تاريخ الاستقلال الأبدي. وإن فعاليات الزعيم العام السياسية أكمل نموذج للخدمة لأذربيجان.
تتمتع جمهورية أذربيجان بموقع جغرافي استراتيجي متميز، وكذلك بنية تحتية مهمة، ولها أهمية إقليمية ودولية تؤهلها لكي تشكل مركزا لوجيستيا مربحا، إذ يمكنها موقعها الإستراتيجي من ربط سوق التجارة بين الغرب والشرق، وكذلك بين الشمال والجنوب.
إن ممر الغاز الجنوبي المؤلف من خطوط أنابيب جنوب القوقاز للغاز وأنابيب الغاز العابرة للأناضول، وأنابيب الغاز العابرة للبحر الأدرياتيكي، يوصف بأكبر مجموعة من سلسلة خطوط أنابيب الغاز التي يتم تطويرها عبر العالم حاليا. وسينقل هذا الممر البالغ طوله 3500 كم غاز أذربيجان من حقل "شاه دنيز 2" إلى أوروبا عبورا من خلال أراضي جورجيا وتركيا ومن المخطط في المرحلة الابتدائية نقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا و6 مليارات متر مكعب منه إلى تركيا.
وفى هذا المقام يجب ذكر ميناء آلات البحري التجاري وخط سكة حديد باكو – تبيليسي – قارص الجديد في صفوف البنية التحتية للنقل وفي أذربيجان اكثر من 15 ألف كم من الطرق المعبدة مع تحديث السكك الحديدية حيث تشارك أذربيجان مشاركة فاعلة في ممر النقل الشرق الغرب وفي عملية تطوير ممر النقل الشمال الجنوب. ونتيجة التنمية الاقتصادية خفض مستوى الفقر والبطالة إلى مستوى 5 في المائة.
خلال السنوات الأخيرة اتسعت جغرافيا السياسة الخارجية الأذربيجانية، واليوم تتمتع أذربيجان بعضوية العديد من المنظمات الدولية والاقليمية،تشمل منظمة الامم المتحدة، منظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي، والمجلس الاوروبي، وغيرها من المنظمات الدولية الاقليمية.
ينصب اهتمام كبير وجاد في العالم العصري اليوم بفعاليات النساء في المجال الاجتماعي السياسي وبحماية حقوقهن ورفع نشاطهن الاجتماعي. وفي هذا السياق، تعد السيدة الأولى الأذربيجانية والنائبة الأولى للرئيس الأذربيجاني مهربان علييفا نموذجا لجميع النسوة الأذربيات.
ومنذ سنوات طويلة كانت السيدة مهربان قد ساهمت بفعالياتها متعددة الجوانب في تنمية الدولة المستقلة والشعب. كما أن فعاليات السيدة الأولى الأذربيجانية لقيت تقديرا عاليا من جانب المنظمات الدولية. والوقائع تدل على ذلك بصراحة حيث أن السيدة مهربان حصلت على عنوان سفيرة النوايا الحسنة ليونسكو والإيسيسكو.
ودخلت أذربيجان عهداً جديداً حين قاد الرئيس إلهام علييف دفة التنمية في البلاد نحو مرافيء التقدم والحضارة والازدهار.
على صعيد السياسة الخارجية، استطاع الرئيس إلهام علييف توطيد العلاقات الثنائية مع دول العالم والمنظمات الدولية المرموقة، وتحت قيادته المدركة، حققت أذربيجان خلال السنوات الماضية تطورا مهما على جميع المستويات.
ومنذ استقلال أذربيجان في 18 أكتوبر عام 1991 وهي تتبع نهجا سياسيا واقتصاديا ناجحا وضع بنيانه الزعيم القومي حيدر علييف ويواصل هذا المسار الاستراتيجي بكل اقتدار فخامة الرئيس إلهام علييف، وبفضل هذا النهج استطاعت أذربيجان الحفاظ على استقلالها السياسي والاقتصادي.
بقلم:السيد أوكتاي قربانوف ـ سفير أذربيجان المعتمد فى موريتانيا