لا تعتبر هذه الفترة أيام عز وفخر لفريقنا الوطني لكرة القدم، بعكس مثيلتها من العام الماضي حيث لا تزال زغاريد النصر تسمع في الآذان بعد ما يزيد على ربع العام من الفوز على المنتخب السنغالي، الفوز الذي تمكنا من خلالها من الانطلاقة بكل اعتزاز صوب معترك كأس المنتخبات المحلية في جنوب أفريقيا.
بعد أشهر من النشوة والفرحة لبى المرابطون خلالها رغبة جمهورهم الذي لم يتعود سوى على الهزائم، ما جعل أغلبه يتوارى عن الأنظار في زمن المنافسات نظراً لما ظل يجلبه فريقه من العار خلال أكثر من عشرين سنة، فاعتزل أغلب ذلك الجمهور هواية متابعة الرياضات بمختلف أشكالها وغاص بعيداً كل البعد عن ذلك المجال.العام الذي يعتبر بحق عام الانتصارات لفريقنا المرابطون كان قصيرا بكل المقاييس فهو لم يكمل ستة أشهر لذا يمكن أن نعتبره بياتاً صيفيا أو شتويا استطاع من خلاله الفريق الذي لم يحقق بطولة واحدة أن يشق طريقه نحو القارية على الأقل، والكل كان شاهداً على دور مكتب اتحادية كرة القدم الحالي وما قام به من تغييرات شملت تطوير الأكاديمية وضبط توقيت العمل وغيرها، فلا يمكن لأحد أن ينكر أن الاتحادية الحالية بعيدة كل البعد في عملها وجديتها عن سابقاتها، فخلالها زارت أكبر شخصية كروية في العالم "جوزيف بلاتر" بلادنا وخلالها جهزت مختلف الملاعب بأحدث التجهيزات نسبيا، حسب المستطاع، وقننت أوقات الدوام، فلها يعود الفضل في كل ما حقق من تقدم ساعد على جر هذا المنتخب من ساحة الفوضى والهزائم إلى بر التنظيم والانتصارات.
الآن وبعد العام القصير وبعد أن هزم الفريق لعدة مرات خلال الفترة الجديدة من الهزائم التي هزت شباك الفريق وأرعبت جمهوره، كثرت المطالبات بحل الفريق أو على الأقل تغيير تسميته لادعاء المطالبين بعدم تناسب مصيره بمصير الأسلاف الشجعان حاملي مشعل الإسلام ومحققي متاحف الزلاقة التي أذاقت الإسبان والفرنجة مرارة الحياة، تغيير سوف يقلل حسب المطالبين من صدمة الخسارة كل حين.المطالبون الجدد لا يمكن أن يحقق لهم مطلبهم، فالكرة هي من أعظم تجاسيد القول القديم "يوم لنا ويوم علينا"، فهل يمكن أن ننسى الهزيمة النكراء التي مني بها أقوى فريق في التاريخ فريق البرازيل خلال مونديال هذه السنة، هل طالب أي برازيلي بأي تغيير في الفريق؟ لا سيما تبديله أو تغيير أسمه، ألم تهزم مختلف المنتخبات عبر التاريخ؟ الهزائم المتتالية ثم تنهض نافضة غبار الخسارات، أليس لدينا مثل يقول "ال قرت ناكتو لا ينحرها" أو على الأوضح ناقتي ليست حلوباً لكنها ليست للنحر..
محمد امبارك ولد البانون
ألا نرجو أن يتكرر عام النصر لعدة مرات...ألا ننتظر قليلا لنعرف ما مصير هذا الفريق الذي لم يصبح معروفاَ سوى قبل سنة من الآن.