.jpg)
على الرغم من حجم الضرر المادي الذي نجم عن انقطاع شبكة الإنترنت داخل البلاد؛ خاصة على مستوى بعض المؤسسات التجارية الوسيطة والهيئات الصحفية، والأوساط النخبوية المحلية، إلا أن العديد من الأوساط الاجتماعية أبدت ارتياحها لهذا الانقطاع الذي اعتبرت أنه أتاح عودة التواصل المباشر بين الناس؛ وأنهى القطيعة التي تسببت فيها شبكات التواصل الاجتماعي، الفعلي وليس الافتراضي، بين الجيران والأصدقاء والمعارف وحتى أفراد العائلة الواحدة.
وبين استطلاع ميداني أجرته وكالة "موريتانيا اليوم" حول الموضوع وشمل عينة معتبرة من مكونات الرأي العام؛ خاصة على مستوى بعض الأسواق ومراكز التجمع السكاني وحتى المنازل بالعاصمة؛ أن عظم أرباب الأسر والحرفيين في القطاع غير المصنف والمتسوقين يعتبرون أن الانقطاع الحالي في شبكة الإنترنت أظهر أن هذه الشبكة كانت سببا في الكثير من الاختلالات الاجتماعية التي يرون أنها عصفت بالقيم الفاضلة للمجتمع الموريتاني، وكذا بروابط الأخوة والألفة التي كانت سائدة على مدى عقود، وحتى قرون خلت.
ومع أن معظم من شملهم الاستطلاع يجمعون على أن خدمة الإنترنت باتت ضرورة قائمة في ظل تسارع التطور التكنولوجي في العالم وكذا قيام القرية الكونية الواحدة؛ إلا أن غالبيتهم يعتبرون أن شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة الـ"واتساب" و "فيسبوك" بالذات، خلقت حالة من الانفصام الخطير بين أفراد العائلة الواحدة، بحيث أصبح كل فرد من العائلة معزولا عن الآخرين رغم تواجدهم غالبا داخل غرفة واحدة.
