مع إشراف العهدة الرئاسية الثانية والأخيرة من عشرية حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وعبور موريتانيا بنجاح أول تحربة ديمقراطية في التناوب السلمي على السلطة تجسده الإرادة الحرة للشعب من خلال صناديق الاقتراع والتقيد التام بمقتضيات أحكام الدستور؛ يتأهب أعضاء الحكومة الحالية بقيادة الوزير الأول محمد سالم ولد البشير لكشف حصيلة أدائهم على رأس القطاعات التي أوكل لهم تسييرها..
ولئن تباين أداء أعضاء الفريق الحكومي من حيث التغلب على التحديات المطروحة، وتحقيق نجاحات في تنفيذ وتطوير البرامج والمشاريع، أو من حيث الأداء السياسي والتعاطي مع مراجعي القطاع بمختلف الإدارات والمصالح الخاضعة لوصايته؛ فالأكيد أن حصيلة أداء بعض وزراء آخر حكومة في العشرية المنتهية كانت إيجابية على أكثر من صعيد؛ كما هو الحال بالنسبة لوزيرة التجارة والصناعة والسياحة، خديجة بنت امبارك فال التي تكاد تنفرد بإجماع المسؤولين والموظفين والوكلاء في قطاعها بجميع دوائره ومصالحه، على الإشادة بنجاحها وتميزها في إدارة هذا القطاع الاقتصادي الحيوي.
نجاح يقدم القائلون به أمثلة حية تؤكد صدقيته، خاصة انتعاش قطاع السياحة بشكل لافت في المناطق الشمالية والساحلية من البلاد من خلال تدفق أفواج من آلاف السياح الأوروبيين بعد انقطاع دام أكثر من عقد من الزمن بسبب انعدام الأمن وغياب البنى التحتية الضرورية لمثل هذا النشاط المدر للدخل باعتباره أهم رافد من روافد الخزينة العامة من العملة الصعبة المباشرة.
ومنها كذلك التحكم في التضخم المالي من خلال التحكم في أسعار المواد الاستهلاكية وفرص التنافسية النزيهة في السوق الوطنية؛ عبر اعتماد سياسة توفير أهم المواد الأساسية بأسعار مدعومة تجعلها في متناول أقل المواطنين دخلا (دكاكين أمل) وتفعيل دور مصالح حماية المستهلك والرقابة على المواد المعروضة للبيع للتحقق من صلاحيتها ومحاربة كافة أشكال الغش والمضاربات.نجاحات بنت امبارك فال، على رأس وزارة التجارة والصناعة والسياحة تجسدت، كذلك، على الصعيد القاري من خلال دور موريتانيا الريادي والفعال في إقامة وإنجاح مسار منطقة التبادل الحر القارية في إفريقيا؛ التي تم إقرارها خلال قمة الاتحاد الإفريقي الطارئة في نيامي عاصمة النيجر بحضور رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، مصحوبا بالوزيرة بنت امبارك فال.
غير أن نجاح بنت امبارك فال لا ينحصر في أدائها المتميز على رأس وزارة التجارة والصناعة والسياحة التي أبلت فيها بلاء حسنا، وإنما تجلى أيضا، من خلال أدائها المتميز أثناء توليها حقيبة الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلفة بالشؤون الإفريقية وبالموريتانيين في الخارج؛ إذ كان لهذه التجربة الناجحة الأثر الإيجابي البالغ في نجاح مأمورية رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز على رأس الاتحاد الإفريقي، ودوره الريادي في تسوية عديد المشاكل والصراعات على مستوى القارة؛ خاصة أثناء قيادته مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي والمجموعات رفيعة المستوى لتسوية أزمات ليبيا وكوت ديفوار وبوروندي؛ فضلا عن الوساطة الناجحة التي قادها لإسكات الأسلحة في منطقة كيدال بشمال مالي، وإنهاء الأزمة الانتخابية في غامبيا.
وعلى الصعيد السياسي كان للوزيرة خديجة بنت امبارك فال حضور لافت وفاعل في مختلف المناسبات الانتخابية والسياسية التي شهدتها مقاطعة بوغي التي تنحدر منها، وولاية لبراكنة عموما، وكذا على المستوى المركزي بنواكشوط.. ولقد تجسد ذلك الأداء السياسي المتميز من خلال النسبة المرتفعة من أصوات الناخبين التي أحرزها الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال رئاسيات 2014 على مستوى مقاطعة بوغي؛ والإقبال الشعبي غيرالمسبوق على حملة الانتساب الأخيرة لحزب الانحاد من أجل الجمهورية في عاصمة المقاطعة وفي البلديات التابعة لها؛ ثم في نسبة النجاح التي حققتها لوائح الحزب الحاكم خلال الانتخابات البلدية والجهوية والنيابية الأخيرة..
وفي النسبة المعتبرة من أصوات الناخبين التي نالها مرشح الإجماع الوطني؛ رئيس الجمهورية المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني، في مراكز الاقتراع في تلك المقاطعة؛ بتأطير وإشراف وتوجيه من بنت امبارك فال.. لتكتمل اللوحة بمستوى التعبئة والحشد الجماهيري اللافت خلال استقبال الرئيس محمد ولد عبد العزيز، منذ يومين في بلدة فتي التابعة لبلدية شگار في ولاية لبراكنة بمناسبة إشرافه على انطلاق الحملة الزراعية المطرية لهذا الموسم.