في مثل هذا اليوم، 12 أغسطس، من العام 1930 حصول حاضرة طوبى التي أسسها الشيخ أحمدو بمبا سنة 1888، على نظام خاص بموجب السند العقاري الذي آصدره الحاكم الإداري لمنطقة إفريقيا الغربية الفرنسية بتاريخ 11 أغسطس 1930 أيام الاستعمار الفرنسي.
وتعتبر طوبى اليوم ثاني أهم مدينة في السنغال:٠؛ سواء من الناحية الاقتصادية أم من حيث الحجم الديمغرافي، ولا تفتأ ساكنتها تنمو باضطراد في ظل احتفاظها بنظام خاص تمنحه لها الوثيقة الفرنسية؛ حيث يخضع السكان لقواعد تم إرساؤها محليا، تناقض - أحيانا - بعض أحكام دستور الدولة السنغالية.
وضعية دفعت بكثيرين إلى اعتبار طوبى بمثابة دولة داخل الدولة؛ ذلك أن السند العقاري الذي تم استصداره قبل قرابة 9 عقود باقتراح من الحاكم الفرنسي لمنطقة إفريقيا الغربية الفرنسية AOF تم ترقيمه باسم الدولة الاستعمارية أولا، ثم باسم الدولة السنغالية لاحقا، حيث يحمل الرقم 528.
وتمنح تلك الوثيقة مدينة طوبى نوعا من الخروج على منظومة الدولة السنغالية؛ وإن كان السند العقاري المذكور قد خضع لتعديلين كان أولهما سنة 1975 والثاني سنة 2005؛ حيث زاد التعديل الأخير مساحة الحاضرة الصوفية بما مجموعه 000 30 هكتار.
وهكذا لا تتقيد المدينة المقدسة لدى مريدي وأتباع الشيخ أحمدو بمبا، غالبا، ببعض القواعد السياسية التي يقرها دستور السنغال، بل أن مختلف الخلفاء العامين المتعاقبين على زعامة المشيخة المريدية كانوا يملون القواعد الخاصة بحاضرة طوبى من خلال إقامة فرق مستقلة لمتابعة تطبيق الإجراءات التي يتخذونها.
من تلك الإجراءات الخاصة في طوبى غياب مصالح الجمارك داخل الحوزة الترابية للحاضرة، وتحريم الكحول والتبغ وألعاب القمار؛ ووجود فرقة خاصة من الدرك منذ العام 1985، مع عدم التقيد بالمحاصصة النسبية على مستوى القوائم الانتخابية المعمول بها في النظام الانتخابي في السنغال.