في ذكرى تفكك اتحاد سينيغامبيا (السينغال و غامبيا) حاليا

جمعة, 2019-08-23 23:43

في مثل هذا اليوم، 23 أغسطس من العام 1989، أعلن الرئيس السنغالي الأسبق عبدو جوف تجميد الاتحاد الفيدرالي الذي تأسس قبل ذلك بثمان سنوات بين بلاده وجمهورية غامبيا المجاورة؛ بموجب معاهدة وقعها مع نظيره الغامبي حينها الرئيس داودا كايرابا جاورا.

ورغم أن دكار بررت قرار حل اتحاد "سينيغامبيا" بعدم فاعليته في مجال الاندماج الاقتصادي والسياسي بين البلدين؛ إلا أن الظروف الموضوعية التي أحاطت بالاتحاد في تلك الفترة تؤكد أن عوامل إقليمية ومحلية كانت وراء موت المشروع الوحدوي مبكرا.

من ذلك، حسب محللين غامبيا ومراقبين أجانب، تزايد الشعور لدى النخب السياسية والفكرية في غامبيا بسعي دكار للهيمنة الكلية على القرار في بانجول وبالتالي إفراغ سيادة هذا البلد من محتواها؛ خاصة في ظل وحود قوات عسكرية سنغالية في بانجول وفي محيط القصر الرئاسي تحديدا؛ وذلك لكون الاتحاد قام أصلا في مطلع ثمانينيات القرن المنصرم عندما وقع انقلاب عسكري ضد الرئيس جاورا وهو خارج غامبيا في زيارة لبريطانيا حيث توقف، في طريق العودة، بدكار وحل ضيفا على الرئيس جوف الذي عرض عليه إرسال قوات عسكرية سنغالية لطرد الانقلابيين وإعادته للسلطة مقابل توقيع معاهدة اتحاد بين الدولتين.

وبعد اندلاع الأزمة الناجمة عن أحداث إبزيل 1989 بين السنغال وموريتانيا أبلغ الرئيس الموريتاني حينها معاوية ولد سيدي أحمد الطائع رئيس غامبيا بضرورة فك ارتباط بلاده مع السنغال لأن بقاءها فيه يجعلها في نفس الموقف العدائي بالنسبة لنواكشوط؛ فأبلغ كيرا با حاورا نظيره السنغالي بقراره إنهاء اتحاد "سنغامبيا"، ليعلن جوف من حانبه فك ذلك الارتباط في خطاب رسمي ألقاه في مثل هذا اليوم من سنة 1989.