في خضم الجدل الدائر هذه الأيام عبر صفحات شبكة التواصل الاجتماعي في موريتانيا؛ بشأن اتهام أطراف سياسية ذات خلفية زنجية للسلطات الوطنية المعنية بإقصاء المكونات الزنجية من مسابقة لضباط الجيش الطيارين؛ نشر القيادي في تيار الإخوان المسلمين بموريتانيا، محمد جميل ولد متصور ، تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك"، جاء فيها:
"أدرك حساسية هذا الموضوع ومخاطر تناوله وصعوبة التوازن في شأنه بين ما يقتضيه منطق العدل والحقوق وما يستلزمه المجال من الحذر والحصافة.
تابعت موضوع الناجحين في مسابقة الطلبة الضباط وقرأت انتقاد البعض ورفع عقيرته ضد مسلك إقصائي ذي طابع عرقي - وظاهر الأمر والأسماء في اللائحة تدعمهم - ثم اطلعت على ردود البعض الآخر وتفسيره لما وقع - وبعض المعلومات تعطيه بعض الحق - ثم رأيت أن أدلو بدلوي في مسألة حساسة أرجو أن يتحدث مستحضرا جميع الأبعاد ذات الصِّلة:
1 - المخرج المنشور عن هذه المسابقة مثير للتساؤل وطبيعي أن يستدعي الانتقاد والملاحظة، فان تجري مسابقة هامة في مجال هام في قطاع هام في مؤسسة هامة ثم لا ينجح إلا مجموعة من مكون قومي محدد في ظرف كظرفنا بميزات كميزاتنا في المسألة الوطنية وسياسة الدولة تجاه مختلف المكونات! فأمر يستدعي الإنكار.
2 - أن يكون الموضوع بسبب مخرجات النظام التعليمي (الباكالوريا) أو بسبب شروط المؤسسة العسكرية التي لم تراع طبيعة هذه المخرجات أو بسبب آخر فقد كان من الضروري انتباه قيادة المؤسسة للموضوع فلا يكفي في مثل هذه الحالة أن تحدد قواعد ثم تطبقها حرفيا.
3 - لا يبرر هذه الحالة أن تكون وقعت مثيلاتها في السابق داخل هذا القطاع أو ذاك وتضرر منها مكون آخر فالخطأ لا يبرر الخطأ وطبيعة الإشكالات المطروحة تختلف من مجال إلى آخر
4 - نحن بحاجة لطمأنة مختلف مكونات هذا البلد فالتعايش المشترك شروطه ومعززاته ومنها أن يحس الجميع أن الوطن للجميع وأن شرف خدمة الوطن والدفاع عنه متاحة بعدالة وإنصاف للجميع.
5 - لا باس بالتماس أحسن المخارج في هذه اللحظات ثم مطالبة المؤسسة العسكرية بإن تنتبه لهذه المسألة وأن تدرك أن لنا ماضيا مؤلمًا كانت المؤسسة من أكثر ميادينه بروزا وأن ترميم ذلك الماضي لا يكون إلا بالعدل والشفافية والطابع الجمهوري لمؤسسة ذات مكانة مستحقة - بشروطها - عند الشعب والنَّاس".