
أثار توقيت وطبيعة الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مؤخرا لمستشفى الشيخ زايد بنواكشوط، موجة من التساؤلات داخل أوساط الرأي العام الوطني وعبر شبكة التواصل الاجتماعي بشكل خاص.
ولعل أكثر علامات الاستفهام تداولا بهذا الخصوص تلك المتعلقة بالحدث نفسه؛ أي زيارة تفقدية لمرفق عمومي لم يقم الرئيس ولد الشيخ الغزواني بمثلها منذ توليه مقاليد السلطة؛ فهل كان الهدف منها مجرد خلق مناسبة تتيح للرئيس الحديث للجمهور عبر وسائل الإعلام حول نقاط معينة قد لا تتعلق، ضرورة، بموضوع الزيارة؟ تساؤل يثيره كثيرون ممن يستبعدون أن تكون زيارة الرئيس لمستشفى الشيخ زايد مجرد "زيارة اطلاع وتفقد" كما رددت وسائل إعلام رسمية؛ بل يجزمون بأن الأمر يتعلق بحركة مضادة أريد لها تحويل الإنتباه عن تلك التي حاول من خلالها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بعثرة الأوراق وخلق حالة من التشويش الإعلامي والسياسي في محيط مركز القرار الوطني.
ولا يخلو هذا الطرح من بعض الوجاهة بالنظر إلى توقيت الزيارة الذي جاء بعد ساعات فقط على مؤتمر ولد عبد العزيز الصحفي المثير للجدل، كما أن الطريقة الكيسة التي تجنب بها الرئيس ولد الشيخ الغزواني الرد على سؤال لأحد الصحفيين عن خرجة سلفه تشي بأن تلك هواجس الخرجة، أو ارتداداتها، كانت حاضرة في الزيارة التفقدية.
ولعل رد رئيس الجمهورية على إحدى نزيلات المستشفى بقوله إن "الدولة لن تألو أي جهد في سبيل اسعاد المواطن ، فنحن أمامنا تحديات كبيرة"؛ اعتبر اتهاما ضمنيا لولد عبد العزيز بالتلفيق عندما كان يتباهى بأنه حقق نهضة غير مسبوقة في مجال الصحة العمومية، وكذا بالفساد حيث لم يترك وراءه الدولة ما تساعد به مواطنيها.