أولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم (الاثنين) في دولة الإمارات العربية المتحدة، في افتتاحياتها عناية خاصة لزيارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لهذا البلد الخليحي، والتي بحث خلالها مع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وإمكانات تنميتها وتعميقها بما يعزز المصالح المشتركة وتكللت بتخصيص الإمارات لملياري دولار لإقامة مشاريع استثمارية وتنموية وقروض ميسرة لموريتانيا؛ فضلا عن تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين عدد من الجهات والمؤسسات في دولة الإمارات و موريتانيا تهدف لتعزيز التعاون وتنويع آفاقه في مجالات عدة وتصب في مجال توثيق مستوى التعاون في ظل ما يجمع البلدين من تقارب في وجهات النظر حيال مختلف القضايا ومنها مكافحة الإرهاب والتطرف.
وتحت عنوان " الاستقرار في التنمية " .. كتبت صحيفة " الاتحاد" أن مستوى العلاقات المتميز الذي يربط الإمارات مع الدول الشقيقة والصديقة، تترجمه الإمارات عبر مساهمات في تحسين الواقع التنموي والمعيشي لتلك البلدان وشعوبها، انطلاقاً من رؤيتها بأهمية توافر المتطلبات الكفيلة بتعزيز عوامل الأمن والاستقرار، ولعل التنمية الشاملة هي الأساس في تحقيق هذا الهدف.
وأضافت أن قرار ملياري دولار أعلنت الإمارات تخصيصها لإقامة مشاريع استثمارية وتنموية وقروض ميسرة لموريتانيا، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، إثر الزيارة الرسمية لفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، قرار يجسد الأسس القوية القائمة على مختلف الصعد، في إطار من العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
ولفتت إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها على هامش الزيارة، تصب أيضاً في مجال تعزيز التنمية، وتوثيق مستوى التعاون، في ظل ما يجمع البلدين من تقارب في وجهات النظر حيال مختلف القضايا، ومنها مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث تقف موريتانيا في وجه هذه الآفة العالمية التي تشكل عقبة أمام التنمية وتحسين واقع المجتمعات العربية والتقدم نحو المستقبل. وقالت صحيفة "الاتحاد" الصادرة في ابوظبي في ختام افتتاحيتها إن التحديات في المنطقة كثيرة، وتلتقي الإمارات وموريتانيا على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب التنسيق والتشاور وتعزيز العمل المشترك في الإطارين العربي والإسلامي، ونبذ جميع أوجه التطرف والإرهاب وداعميه، وتبني سياسات الانفتاح على دول العالم لما فيه خير الشعوب، كما تؤكد الدولتان أن الحوار والتلاقي هما السبيل الوحيد لإعلاء السلام، وأن التنمية هي رديف الأمن والاستقرار.
من جهتها وتحت عنوان " مع موريتانيا ".. كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية تقول أينما يممت وجهك تجد دولة الإمارات تمد ذراعيها وتبسط كفّيها للأشقاء، فتحسن الوفادة وتقدم ما عليها من واجب الأخوة. وقالت: "بالأمس، حلّ علينا الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الموريتانية الشقيقة، ضيفاً عزيزاً كريماً، والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وبحثا العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وسبل تنميتها وتعميقها، بما يعزز المصالح المشتركة، وهي كثيرة بين البلدين، استمراراً للنهج الذي كرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان قد قام بزيارة موريتانيا عام 1974، حيث نسج الخيوط الأولى للعلاقات التاريخية بين الخليج العربي والمغرب العربي، ووضع اللبنات الأولى للعلاقات التي شهدت تطوراً ملموساً بعد ذلك بين الإمارات وموريتانيا".
وأشارت إلى أن العلاقات بين البلدين الشقيقين ليست جديدة، هي ممتدة وعميقة، عمق ما يجمع بينهما من روابط التاريخ واللغة والدين والمصير، وهي تشهد الآن دفعة جديدة في مختلف الميادين، تعزيزاً للتعاون وتنويع آفاقه في مجالات الإعفاء من التأشيرات، وفي المجالات التعليمية والفنية والعسكرية والأمنية والتنموية والاستثمارية، حيث تم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم حول كل هذه القضايا، وقد أكد على ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مخاطباً الرئيس الموريتاني بقوله "إن الإمارات لديها اهتمام كبير بتطوير علاقاتها مع موريتانيا الشقيقة ودفعها نحو آفاق أرحب خلال السنوات المقبلة بما يعود بالخير على البلدين".
وأضافت الصحيفة: " لأن الإمارات تدرك تماماً حاجات موريتانيا التنموية، وجهودها الدؤوبة في محاربة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي حيث تلعب دوراً محورياً في التصدي لهذه الآفة التي تنتشر في المنطقة مهددة الأمن والاستقرار فيها، فإنها من منطلق واجبها القومي والإنساني، أعلنت تخصيص مبلغ ملياري دولار لإقامة مشاريع استثمارية وتنموية وقروض ميسرة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، لتمكينها من مواجهة الضرورات الحياتية، وإقامة المشاريع التي تسهم في إسعاد المواطن الموريتاني، وتمكين هذه الدولة الشقيقة من مواجهة الخطر الإرهابي، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بقوله «إن الإمارات وموريتانيا لديهما موقف موحد في مواجهة الإرهاب والتطرف، وتعد موريتانيا من الدول الفاعلة في مواجهة الإرهاب في المنطقة العربية، ونحن نقف معها في التصدي لهذا الخطر الذي يهدد المجتمعات العربية في أمنها واستقراراها وتنميتها وحاضرها ومستقبلها».
وأكدت في الختام أن هذا الدعم الذي قدمته دولة الإمارات للشقيقة موريتانيا، إنما هو تعبير عن تقدير كبير للقيادة وللشعب الموريتاني في تكريس الوجود العربي في الساحل الغربي للقارة الإفريقية، وتثمين للدور البارز في مواجهة الإرهاب، ومشاركة في عملية التنمية التي تحتاج إليها موريتانيا.