تعتبر سياسة الرئيس وتطبيق برنامجه الانتخابي هو الباب الرسمي للوصول الى عقول الجماهير ومداعبة احلام النخبة واحد الوسائل المهمة التي ترجح الكفة السياسية وتكسب الثقة وهي ايضا ضرورة مهمة في البلدان الديمقراطية وليست رفاهية وانما احد الأدوات الناجعة لقياس قدرة الرئيس على التعامل مع المشكلات التي يعاني منها المجتمع.
ولاشك اليوم هنا في موريتانيا ان الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز يحمل في جعبته برنامجا انتخابيا رنان وهذا البرنامج او المشروع الانتخابي تختلف وتتنوع اولوياته حول ماهو اقتصادي و سياسي واجتماعي وثقافي....الخ ولكن يبقى جوهره متحد حول الجدية في كسب رهان المواطن من هنا وانطلاقا من واقع موريتانيا الحالي اردت ان اسرد بعض النقاط الهامة كمقترح تكميلي تكسب السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ثقة المواطن وتدرجه ضمن لائحة القادة التنمويين في العالم.
انه من المعروف ان اسس اي مشروع بناء لابد ان تكون معقولة التصور وواقعية المنطلق وتحمل في ابعادها بصمة جديدة إضافية ، لذا سأكون متواضعا وواقعي في طرحي هذا ولن اقارن البتة مابين وضعية موريتانيا الراهنة وبلدان كألمانيا والنرويج ربما سبقتها بمئات الأميال ، بل سأقارنها بدول كتركيا وجنوب افريقيا سارت بوتيرة متسارعة خلال ربع القرن الاخير بفضل السياسة الرشيدة للقائد الملهم
ومن بين هذه النقاط التي اتبعها هؤلاء القادة والمتطابقة مع واقعنا الراهن هي:
1- ان من اكثر ما يأرق المجتمع الموريتاني اليوم باختلاف اجناسه هو هاجس الأمن والاستقرار ،لذا من واجب الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز ان يضع هذا ضمن اولوياته ويسعى جاهدا الى توفيره وابتكار وسائل حديثة تنشط من دور الوحدات الامنية بالبلد مكرسا مبدأ احترام الدولة وثقافة التعايش والسهر المتواصل للحفاظ على سلامة المواطن والوطن ،
2- يعد الفقر كذلك احد اكبر المعضلات المزمنة للمجتمع الموريتاني داخل المدن وفي الارياف ،لذا على الرئيس ان لم يستطع إنتشاله من جذوره ان يعمل للحد من انشاره على المدى القصير والمتوسط وذلك بإعتماد الدولة على قاعدة التصنيع المكثف والتصدير وبإطلاق العنان كذلك للحملات التنموية الموسمية لمحاربة الفقر ، وان يكرس ضمن دور بعض الوزارات والادارات المنوط العمل على إطلاق مشاريع مدرة للدخل بغرض استفادة غالبية السكان ،وان ينشأ بنك للزكاة حتى يكون للفقراء حظ من بلدهم الغني وافر الخيرات،
3- لا احد يجهل البتة اهمية التعليم والصحة لذا فإن تقدم الدول في العالم ومن بينها تركيا غالبا ماتقاس بتطور هذين المرفقين ، من هنا على الرئيس محمد ولد عبد العزيز ان يبذل جهودا اكثر للرفع من مستوى العملية التربوية والصحية المتواضعيين بالبلد فبالنسبة للتعليم يجب توفير المدارس في الارياف والمناطق المحرومة ، وكذا انشاء اكبر عدد من الجامعات الحديثة في كل من انواكشوط وكيفة وانواذيبوا ومن الجيد ان توجد بها تخصصات مناسبة تواكب العصر من درجة ليصانص حتى الدكتوراه ،كذلك بالنسبة للمجال الصحي من المفروض مراعاة الطبيعة الصحية للمواطن وهذا لن يتحقق إلا اذا وفرت كافة المستلزمات الطبية الضرورية والحديثة من ادوية ومعدات وغيرها ومن الضروري كذلك انشاء مستشفيات حديثة في كافة مقاطعات العاصمة ، وفي اغلب المناطق البعيدة وان تضاعف الطواقم الطبية وتمنح الظروف الملائمة للعمل باريحية ، ومن الجيد فرض رقابة صارمة على اداء الاطباء وكذلك الادوية المستوردة،
4- ان تقدم موريتانيا ونهضتها دون شك يعتمد بالاساس على تجديد الطبقات السياسية ولعل اهمال وعدم تجسيد هذه النقطة هو ما جعل موريتانيا تتقوقع في مأخرة الدول عبر عقود لذا من المطلوب اليوم رعاية هذه الاجيال والطاقات الشبابية التي وقع عليها ضيم وظلم كبير وحرمت من فرص العمل ، ومن المشاركة الفعالة في الحياة السياسية وفي صنع القرار وهذا لأن المجتمع الموريتاني غالبيته مجتمع فتي وشاب ،
هذه اذا جملة من النقاط المختصرة التي تحوم حولها وتنحصر مشاكل المواطن الموريتاني والتغلب عليها دون شك سيجعل من موريتانيا بلد مغاير في مصاف الدول المتقدمة ك تركيا وجنوب افريقيا وربما ماليزيا واليابان
المهم ان يتبنى فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز هذه النقاط ليست كمشروع مستقبلي فقط وانما مبدأ راسخ من مبادئ التغيير المنشود فان موريتانيا اليوم بحاجة ماسة الى سواعد قائد حقيقي تبنى وتأسس وبحاجة الى ساسة عقلاء ينفذون ما يلفظون ويطبقون ما يعدون.
وفقكم الله لبناء موريتانيا