بسم الله الملك الصمد منشئ الخلق من عدم، ثم الصلاة والسلام على المصطفى من ولد آدم، والحمد لله المقسط المنزل في متن قرآنه " وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص" وسلام على المؤمنين المخلصين لله في اتباع سنة رسوله قولا وعملا، القائل في حجة الوداع " يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا" مشرعا بإذن ربه وربنا العدل الذود عن النفس والمال والعرض ومبشرا القاضين في سبيلهما بجنات تجري من تحتها الأنهار وهو الصادق المصدق ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. ثم الحمد لله الذي لم يجعل الدنيا دار خلود وجعل للعالمين يوما عنده يختصمون، وله المنة والكبر أن لم يتخذ صاحبة ولا ولد فلا يوكل أمر عباده لسواه، فحق له بذالك أن يعبد ويخشى ويخر له ما في حواشي الأكوان خانعا.
لقد أنزل الله نصوص تحل للمظلومين الدفاع عن أنفسهم وترغب في الوقت ذاته في الصبر ولإعراض عن الجاهلين والعفو عن الناس فقال في متن كتابه "والذين إذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما" وقال أيضا "واعرض عن الجاهلين"، غير أن سداد الشريعة الإسلامية ذات المحجة البيضاء العادلة يكمن في فتح باب التخيير للمتضرر ليختار دون إثم، فمن شاء عفى ومن شاء انتقم، وهذا جوهر قوله تعالى "وما ربك بظلام للعبيد"، وبما أن العقاب والعفو رهينين بالمرحلة التي يعيش فيها المعتدى عليه، فإن الإعراض المطلوب والمحبب من الفرد تجاه الفرد قد لا يكون مطلوبا إن كان الإعتداء أولإساءة للعرض من الفرد إلى جماعة، بل قد يكون سلبيا موضوعا يضر أكثر مما يصلح يدخل في حكم " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير "، ذالك أن الحق قد يصبح عاما لا يسقط إلا إذا عفاه السلطان أو عفاه كل فرد على حدا، وعليه أهدر رسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم دماءا عقب فتح مكة ليس بسبب اذيتها له لشخصه وهو الكريم عطاء وعفوا، بل لما تعذبت به قلوب المسلمين توجعا لشخصه عليه الصلاة والسلام، ولولا مباغتة كعب ابن زهير لظهره الشريف (رغم اختلاف الروايات حول القصة) منشدا:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول **** متيم إثرها لم يفد مكبول
يسعى الغواة جنابيها وقولهم **** إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول
وقال كل صديق كنت آمله **** لا ألهينك إني عنك مشغول
فقلت خلوا طريقي لا أبا لكم **** فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته **** يوما على آلة حدباء محمول
نبئت أن رسول الله أوعدني **** والعفو عند رسول الله مأمول
لكان السيف سبق العفو إلا أن قصيدة البردة يمكن اعتبارها اعتذارا قبل الاقتدار على المذنب موجبة بذالك لعفو المصطفى الكريم، وأنزل الله أيضا " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون" وفي القصاص حياة وردع للسفهاء والمجرمون كما نزل نصه " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون " سواء كان الداعي للقصاص اعتداء جسدي أو معنوي أو لفظي.. فما أعظم خيانة الله وخيانة الرسول، وأي خيانة لله أكبر من أن يحيي متفيقه مدع للمعرفة وثنية العقل الجاهلي عند أسلافه ويضرب وجه السنة المحمدية بعرض الجهل فيتهم فئة من الناس في تفاهة من السطور عنوانها ب "دور الوسواس الخناس في كتاب لمعلمين ولإحساس ببطر الحق وغمط الناس" بالدلال والدياثة والنعت بشعر بشار ابن برد وآخرين، وكيل من قبائح الأمور دون أي دليل أو سند إلا إرث طويل من الإفتراء افتراه آبائه الأولون حنت له نفسه كأنما تشابهت عليه خصال سلفه وخلق إناثهم وذكرانهم، مايفتئ في سطوره الوقحة أن يدلس على القارئ بآيات الله وأحاديث رسوله كأننا لسنا مسلمين أو كأنه ملك نزل من السماء كما نزل جبريل على الرسول الكريم يعلم الناس دينهم "طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كَفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام" ليس معنيٌ بقول الله "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" أو كأن لمعلمين فئة من البوذيين وعباد الشيطان يدعوهم للإسلام وكلهم حلال مالم يدخلوه من أعراضهم إلى أموالهم وكرامتهم، وما هذا إلا نمط اديالكتيكي لترسيخ مأساة ومعاناة لمعلين من ذرية الضباع هذه التي لا تنيخ جمالها بطاح العافية، فإلى أي مدى زمني سيظل لمعلمين في موريتانيا مكتوين بطغيان وبهتان هذه الفئة من ذرية النمرود وجالوت وهامان مثلهم "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا" ومثل "الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث ؟ ونحن الذين سترنا عوراتهم بأعظم ابتكار في تاريخ صحراء هذا المنكب يوم ثارت لهم شفقة أجدادنا والرمضاء تلفح أوراكهم العارية المجردة من السراويل بين مضارب الخيام كالقردة في أجمة الغابات فمنوا عليهم ب (اكشاط السروال) مؤكدين صدق المثل القائل "اتق شر من أحسنت إليه".
وأنى تسري روح الإسلام في هؤلاء الذين كلما استهلك الزمن من اعمارهم وقرب ملك الموت ليقبض أرواحهم إلى سجين ابتعد عنهم الإيمان وتنمروا على عباد الله كا الكردوم مصيطف ولد إدوم؟..
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا **** تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا **** َنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
وقبل أن ألج الموضوع أود من القارئ الكريم أن يستوعب أني لست هنا بصدد الدفاع عن كتاب (لمعلمين والإحساس ببطر الحق وغمط الناس) ولا يهمني في شيئ ولا أعتبره في الأصل كتاب، فأنا كمتطفل على التأليف لدي عليه من المآخذ شكلا ما يفوق مأخذي عليه موضوعا، وقد ذكرت ذالك في الندوة التي عقدت للتنويه به، ولا أسميه في الأصل كتابا بقدر ما أعتبره رسالة لا أقل ولا أكثر، وهنالك فرق شاسع بين الكتاب والرسالة، فالرسالة عبارة عن رأي لا يتطلب الإحالة للمرجع أو لاستدلال على التأصيل أما الكتاب فأمره واضح وشروط التأليف يعرفها كل مهتم بالبحث ولو أن المتفيقه أبقي لمعلمين خارج هذا الهراء واتجه لنقد الكتاب وصاحبيه لما تدخلت واهتممت به، أما وحين يظهر بالشكل الذي جاء عليه مسلطا على لمعلمين قاطبة دون استثناء فعندها أكون معني بالدفاع عن نفسي وعن أجدادي وعن شريحتي الحاضر منها والغائب والحي والميت على حد سواء، سندُ وشريعة هذه الحدة القادمة في بقية المقال قد أصلت له في البدء، حدة انتصارا لتاريخ طويل من العطاء والجد والجهد وعبادة الله الواحد الأحد والتقى والتجاهل والإعراض عن الجاهلين والصبر على الأذية لم يأتيا بأية نتيجة، اعتدى عليهم دغفلٌ في رابعة النهار على مرآ ومسمع من المثقفين والقراء دون استنكار وتحت مظلة قانون مجتمع المعلومات الجديد كأنما شرع ليكون له عضدا وسندا وطمسا لجرائم أسلافه الذين لم يسلم من شرهم المستطير في هذه البلاد على مر القرون حجرا ولا شجرة ولا بعرة ولا دابة ولا خنفساء ولا إنس ولا جان، كانوا يومئذ ضباع اكتوينا بجبروتهم وخلفت دغافل هانحن اليوم نعاني من واحد منهم لسان حاله (هذا الدغفل من ذاك الضبع)، كأنما خلق من الأكاذيب والحسد والطغيان يمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فاللهم لا شماتة.
لقد كان الناس في هذه البلاد منذ قرون أمة واحدة تحكمها السيبة وقوانين الغاب ما بين القبائل، فجاء الله بالنازحين العرب يحملون دين الله الحق ولغة الضاد، فآمنت البربر أو غالبيتها، غير أن النزعة الجاهلية البدوية لم تغادر قلوبهم قط كأنما تخطفهم قلب عبد الله ابن أبي واستقر في أجوافهم بلا استثناء، ولم يفلح الدعاة وناشري الإسلام في اجتثاث هذا المرض من أفئدتهم السقيمة فتراكم مع الدهر مولدا انفجارا عظيما انعكس على الإنسان في المنكب البرزخي عرف باسم "حرب بب" ليس هذا مقام الإسهاب فيها، غرست في النفوس منهاج ستدفع الفئات المطحونة ثمنه غاليا وسيهدد غثائه السلم الأهلي في البلاد في العشرية الثانية من الألفية الثالثة،: إنهم الضباع أسلاف مصيطف ولد إدوم من لا يعتدلون إلا بتذكيرهم بين الفينة والأخرى بتاريخهم السحيق السخيف.. تاريخ كان الله ولا يزال شاهدا على فسقه وانحرافه عن جادة الصواب والإنسانية، بدأ بالفتاوى الدينية المحرفة لتشريع بيع المسلمين من البنبارى والبيضان الناطقين بالشهادة الموحدين لله الواحد الأحد للسفن التجارية البرتغالية كعبيد عبر خط سين دومنيك بين موريتانيا والولايات المتحدة في نيويورك والبرازيل، وتحريف شرع الله لتعبد به الحرائر لإيماء وتستحل أعراضهن بلا جهاد ولا حرب مشروعة إلا جهاد الشبق وكلب الفرج الذي سكنهم منذ ذالك الزمن، ولم تتوقف جرأتهم على الله عند هذا الحد، بل تجاسروا عليه جل وعلا فشرعوا لضباط المستعمر الفرنسي الكفار نكاح المسلمات المحرم بنص كتاب الله _ومعلوم أن لا مكان لاجتهاد مع نص_ في مشهد يهز عرش الرحمن، فأنجبن منهم وما أكثر الذين لم يعترف بهم آبائهم ومع ذالك عاشوا مرموقين في الوسط الإجتماعي كأنما هم أحفاد رسول الله مع التنبيه _أن لا تزر وازرة وزر أخرى_ وإنما أورد هذا للاستدلال على فسق القوم الذين اتهمونا بتلك التهم، ثم اتخذوا أرباب الكفر أئمة من دون الله فراسلوا سلطات فرنسا وجلسوا على طاولات ولائمهم المزركشة بخمور الويسكي والفودكا ودجاني ويلكر ولحم الخنزير والديك الحبشي المزهق، وما أغرب القصص التي سيفاجئنا بها الأرشيف الموريتاني في فرنسا لما ينشر للعالمين، خاصة قصص كهيلات سلفك حول السكر والعربدة وتقليد رقصة (أحمد لمقومت) على إيقاع ابيانو رخيم ليلة عيد الميلاد في الإيليزيه ولكيودورسي، ومع هذا العمر لم أكن أظن أن هنالك خيانة ولا كذب ولا دلال ولا دياثة ولا غش أعظم من هذا، شهدت عليه دور الضيافة الفرنسية وتماثيل الملائكة الصغار المنحوتة على بواباتها، ويعرفه الكتاب الموريتانيين الذين لا يملكون الجرأة لنشر الوثائق الدالة عليه أثناء بحوثهم حول تاريخ البلاد الميثالوجي، ولم يكتفوا عند هذا الحد فلم يأت حاكم إلا كانوا يده التي تسبح وشماله التي بها يذبح ، كأنما خلق الله جيناتهم على خلاف جينات البشر، فأودع فيهم أربعة وعشرون جينة قسمها لجينتين من النفاق، وجينة من الرياء، وجينة من الحسد، وجينتين من الضلال، وثلاثة جينات من الظلم، وجينتين من الإضطهاد، وجينة من التلون ك (شرشمالة)، وأربع جينات من التملق والفسق والفضيحة ولإنحراف بعد المشيب عن سنة رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وجينة غدر، وجينتين من الجنون والعته، وجينة من خيانة الأمانة، وجينة أفعى كوبرا غدارة بلا عهد، وجينة ضبع، حاد الأضراص، وجينة عقرب، فكانت هذه البنية البيلوجية التي ورث مصيطف من أسلافه والعياذ بالله كافية لفهم طلاسم تاريخهم المقزز ومحاولاتهم عبر كل فترة لتغطيته كلما هبت رائحته العفنة على الناس، ففهمت مغزى السلوكيات التي لم تكن مفهومة بالنسبة لي قبل اليوم لاسيما منها السلوك العدواني تجاه شريحة لمعلمين العظماء أركان الأمة وعماد التاريخ التليد هنا في هذه الأرض.
لقد استدعيت التاريخ قليلا يا مصيطف ولد إدوم وجلست أتأمل في محرابه، ثم دلفت داخل سفينته المبحرة في عباب جانبه المطموس عمدا الذي لا يراد له الظهور، وتسلقت صواري السفينة شاهقا، فأخذت لكم العذر لما رأيت حضارة شنقيط ماثلة أمام عيني من ولاته إلى ودان وتشيت وشنقيط، وتابعت في شريط سريع كيف شيد لمعلمين هذه الحضارة.. كيف سمروا أبواب الجامعين في تيشيت وشنقيط ونحتوا رفوف الكتب العظيمة وجلدوا متون الأقدمين وصنعوا قناديل الزيت للتلاميذ وصمموا الصناديق، ولم أجد لكم حاضر سوى الخزعبلات وجداول السحر والشعوذة وخنوعكم للعري أمام الناس وانتظاركم عند الآبار التي خاط لمعلمين دلائها وصنهوا بواكرها حتى يورد الآخرون ويشرب قطيعهم فتضطرون لغرف قاع البئر لياتي وردكم ببعر الأنعام وزبلها فأشفقت عليكم حقا وآخذت لكم العذر..
وعندما أكرمني التاريخ وأنا فوق صواري سفينته أشاهد بزهو كيف نحت لمعلمين اللوح والقلم (جعل الله ذالك في ميزان حسناتهم) وكيف ابتكروا صنع الراحلة، لم أجد لكم أثرا إلا آثاركم على تلال الرمل طور الفرسان محرومون من ركوب الخيل وحمل السلاح، فشحت بالرأفة عن نفسي تغالبني بين سعيها للعفو من باب ليس على المريض حرجا وأشد الأمراض أمراض النفس، وبين الغضب الجامح لرد الصاع صاعين من باب ردع السفيه.. لكني لما واصلت الإبحار في عباب التاريخ وبلغت أعوام ما بعد سبعينات القرن المنصرف وشاهدت أعمدة الفكر والدين من المعلمين يشيدون أول معهد للدراسات الإسلامية في شرق البلاد وأقرأت اسم أول دكتور يحوز على شهادة الدكتوراه من جامع الأزهر امعلم وبحثت في الموج العاتي يضربني بهذا الفخر الخالد ولا أجد لسلفك شيئا، سقطت من فوق الصواري ضحكا (وشر البلية ما يضحك) وأنا أتذكر تفاهتك تزعم فيها أن لكم حضارة وتدعي نشركم للإسلام ولغة الضاد، فخلصت في نهاية الإبحار إلى أن معاناة لمعلمين من قبلكم سببها الحسد الذي ألم بإبليس ناحية أبانا آدم وأنتم تشاهدونهم يزدادون تقدما نحو القمم خارج الوطن وتذكرت وأنا أترجل قول الفرزدق
ألا إن اللئامَ بني كليب **** شرار الناس من حضرٍ وباد
قبيلة تقاعس في المخازي **** على أطناب مكربة العماد
وكأن التاريخ يعزيني في مصاب لمعلمين ودعني ببيت آخر من الشعر منقوش على سلالم النزول يقول
ومن يصنع المعروف في غير أهله **** يلاقي ما لاقى مجير أم عامر
إنه يا مصيطف ولد إدوم حقدكم على المعلمين لما حباهم الله به من القدرة على الجمع بين العلم والعمل، ولم يكن عندكم من سلاح لمواجهته سوى أن تنقمون منهم باستباحة أعراضهم وليس أدل على ذالك من شيئ أكثر من الفقرة التي تقول فيها "هنالك ما هو أخطر من كل هذه الكبائر وهو الذي أدى في نظري إلى الإزدراء والإحتقار لهذه الشريحة وهو أن الكثير من هذه الشريحة رجالا ونساء ارتضى لنفسه امتهان سفاسف الأعمال كالدلال أو الوساطة بين الشباب والشابات فكان مذاءا وأحيانا ديوثا فأهان هؤلاء من امتهن هذه المهن القذرة بل وأهانوا أنفسهم قبل أن يهانوا"، كأن ثلاثين ألف ثلثيها نساء في دولة واحدة من دول المشرق تكابد زواج المسيار وزواج المتعة وأشياء أخرى لعينة هن امعلمات.. كأن الدلال صاحب وكالة السفريات الذي زور المحرم والدلالة التي سرت لإتمام الخطيئة في البقاع المقدسة امعلمين أو امعلمات.. كأن ابائهن الديايثة المقتاتين من هذا المصدر امعلمين أو امعلمات.. كأن أزقة العاصمة المكتظة بمومسات ذرية الضباع في لكصر وسينكيم وبرتمهات تفرغ زينة امعلمات.. كأن السجون المحتشدة من مجرمي الاغتصاب امعلمين.. كأن الكاسيات العاريات على أرصفة الطرقات ينتظرن صيد الحملان وهن زهاء الخمسين عاما أمعلمات.. كأن أهل الأرض يا دغفل ضربتهم عاصفة من السماء فعموا ووكفوك بتفسير ماهيات السلوكيات الظاهرة في المجتمع القديم منها والجديد فأتحفتهم بهذه التفاهة من الهراء البالغة ثلاثة آلاف كلمة من الشطح والتيه والقفز بين المصطلحات والمعاني اللغوية التي لا تفقه معانيها وليست سوى شخابيط من السطور يتجلى فيها مقياس تقدم الخرف والزهايمر عند معتوهي الكهول أمثالك، بدايتها حكم الفتوى الشرعية جاء ناقصا وآيات قرآنية محرفة وخاطئة التأويل، وثلثها مرآة للحالة النفسية حول ما تكون عليه كتابة مريض القرحة، وآخرها (رد امردة) وتوصية للبحث في جوجل عن ما تسميه كتابك.
كيف للص سطور جعله الله سوط عذاب على موقع إسلام أون لاين ومواقع السلفية السعودية محترف في القص واللصق لم تسلم من سرقاته فاصلة ولا قوس ولا شرطة ولا علامة من علامات الترقيم الخاصة بالمعادلات الرياضية والفيزيائية إلا وجاء بها أن يطلب من الناس أن تتكبد عناء البحث عن نفاهاته؟.
ما أسخف عقلك لما تظن بالناس الغباء فتصدق فعلا نصيحة حماه الله ولد السالم لك بالحذر من نوادي الماسونية وكأنك فيزيائي مرموق أو عالم نووي موهوب أو أديب حائز على جائزة نوبل، ولك العذر في هذه لأن مصيبة الخرف إذا ألم بالعقل عكس له حقيقة الأشياء فيراها معكوسة، لقد كان الرجل متأدبا معك فلم يصارحك بما أراد، لأنه إنما قصد انضمامك لنادي الوسواس الخناس وعباد الشيطان الرجيم.
ما أبعدك يا مصيف ولد إدوم من مكارم الأخلاق لما لم تراعي وقد استهلك الزمن عمرك مشاعر المسلمين تلقي عليهم بصاقك النتن دون أن تكون الآيات القرآنية التي تستدل بها أو الأحاديث النبوية ناصحا لك.
طالما كنت حائرا منذ زمن في تصور مدى عمق قاع القهر وجهنمية الحالة النفسية التي كان أجدادنا لمعلمين يرفلون في أوارها وانجراف المجتمع الآخر في مسايرتكم دون أن يرق له إشفاق، لكني اليوم عرفت مكنون ذالك، عرفت أنه ما بين قوم واستعباد قوم وإنزالهم في قاع الطبقية الحقيرة سوى وجود عشرة مصيطفات تجازوا الستين من العمر صدئت في قلوبهم قيم الإسلام واندثرت الأخلاق من أنفسهم متحولين إلى أبالسة في أجواف بشر يوسوسون في المجتمع ويخلفون الشيطان الرجيم في تضليله للناس، وعليه كانت آفة هذا المجتمع اكتظاظه منذ قرون بآلاف المصيطفات أمثالك، فتعذب لمعلمين العظماء الجهابذة الشرفاء الذين ألبسهم الله رداء العظمة الكامنة في صدق علاقتهم به، عمرت بهم المساجد وخلت منهم السجون، صبروا صبر أيوب عليه السلام كأنما كتب الباري عليهم مقتضى قوله " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " ظلوا على مر تاريخ هذه الكثبان والتلال يحدوهم حب الأرض والناس والله، ويطغى عليهم كظم الغيظ وتجاهل الجاهلين ولسان حالهم "لا تثريب عليكم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين".. لم ينجرفوا أبدا إلى الغضب الجامح الذي عصف ببلدانٍ وحضاراتٍ ثم طواها طيا وجعلها من بين أمم قامت وأخرى انهارت، غضب الإكتفاء من الذل وانتزاع الحق، بل رغم انفتاح العالم على العالم لا يزالون يعضون على روح السلام والوئام التي يعمل ذرية الضباع جاهدين على سحب بساطها من تحت المعذبين سواء امعلمين أم احراطين وجر البلاد إلى أتون الصراعات العرقية والإثنية.. لا يكتفون ولا يكلون من لوك صبرهم، وهاهي اليوم بلواهم تتكرر على لسان دغفل من تلك الضباع أعماه الله عن الموت والقبر والبعث والحساب والجنة والنار. وقطعا هو آخر من ترتجي منه نصيحة خالصة لوجه الله، كأنه شجرة طلح أنزل الله بها إعصارا فعراها من الورق والصمغ ليظهر شوكها ودودها طاردة بوجهها القبيح المستجيرين بها من الرمضاء وحر الشمس بالظل، ليس إلا لعنة حالة بالمعلمين وأنى ارتحلت ستحل أخرى، مثله مثل قرد يستمنى على مرآ من الناس قاطبة ولما ينتهي يرفع من مكان نجسه مؤذنا في الناس أن حي على الصلاة.
المرتدين اليوم المسجلة أسمائهم في محاضر الشرطة والذين ارتدوا عن الإسلام إلى المسيحية والذين عمدوا في روما قبل شهور والذين ترجموا الإنجيل وأولئك الذين لحدوا وأنكروا وجود الله، والذين يحملون لواء التشيع هم رهطك يا مصيف ولد إدوم وتتجرأ بعد هذا النكر النكير أن تمرر إلى القارئ الكريم أن كتاب لمعلمين وتحرك لمعلمين الحقوقي إنما جاء تغطية على الإساءة لخير البرية ابن عبد الله محمد بالغ المقام المحمود في اتهام صريح لنا قائلا "لقدجاء الكتاب في وقت نطالب فيه بالقصاص من المسيئ للرسول".
رحم الله الشاعر وما أبعدك منه وهو يقترب من المنية ويتقدم في السن ينشد:
الْطُفْ بِيَّ لَكَانْ اتْكَيْتْ **** ذِيكْ التَّكْيَة وِافْعَيْنِيَا
ظَاهِر فِيهُم عَنِّ مَا تَيْتْ **** رَاجِعْ لِلدِّنْيا عَرْبِيَة
وِالْطُفْ بِيَ لَكَامْ اعْياَطْ **** افْلاَنْ امْشَا وِخْلِكْ تِكْفَاطْ
الْحَالْ ؤُ لِغْسيلْ ؤُ تِشْطَاطْ **** كَفْنِي وِتْكَانِيهْ اعْلِيَ
وِرْفُودِي مَشْيَا وَانَا بَاطْ **** كِنْتْ اِلِّلي رَافِدْ لِحْمِيَ
ورحم الله عبدا أوعظه الزمن ينهش من جسده وصحته وعمره فقربه لسبحته وسجادته والتعلق بالله رب العالمين، وأعاذني ممن كلما قارب أرذل العمر باعد الله بينه وبينه، وعفى الله عن المنصفين من هذه الأمة الذين قرؤوا تفاهتك وأطبق الصمت وربما الضحك اختلاء مع أنفسهم على أديمهم، ولن يتذكروا الوطنية والسلم الأهلي والعنصرية والأخلاق وفضل الإعراض عن الجاهلين ووقار الشيب إلا وهم يقرؤون هذه السطور لأؤول أنا إلى عدو للسلم، وعنصري بلا حياء، وجلاد بلا شفقة وجب على الأرض أن تخسف بي وبمن أنتصر لهم.. لكن على أي حال ومهما كان ما سيكون عليك أن تعرف أنت ومن في شاكلتك أن الذي منع أسلافنا من الإنتفاض مهما كان قد عفى عليه الدهر، واليوم فإن القاعدة الوحيدة على الأرض أن من قال حسنا فله حسن ومن قال سوءا فله سوء وكما تدين تدان ومثلما تحاسب تحاسب، وضربة في عز خير عند ولد آلويمين من ضربة سوط في ذل.. وآخر دعواي أن الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.
عبد الله ولد محمد آلويمين