في إطار جهود التعبئة والتحسيس ضد وباء "كورونا" في موريتانيا، التقت وكالة "موريتانيا اليوم" الدكتور حسني ولد اطفيل؛ وهو أستاذ جامعي ومسؤول مختبر الكيمياء بالمكتب الوطني للتفتيش الصحي لمنتجات الصيد في نواكشوط. ضيفنا دكتور في علم الكيمياء تخرج من المدرسة متعددة التقنيات بدكار عاصمة السنغال؛ ويحظى المختبر الوطني الذي يشرف عليه حاليا في نواكشوط باعتماد دولي في مجال التحاليل الكيميائية (ISO 17025).
استهل الدكتور حسني ولد اطفيل ردوده على تساؤلات مندوب "موريتانيا اليوم" بالتعبير عن غبطته بهذا الاهتمام من قبل الصحافة الوطنية بموضوع بغاية الأهمية كموضوع فيروس "كوفيظ - 19"؛ مبرزا أن هذا الموضوع يمثل، بحق، حديث الساعة والشغل الاول الذي يشغل العالم بأسره.
وأوضح ولد اطفيل أن "الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا الفيروس هي الوقاية منه، والتي من أهمها النظافة التي تتطلب، بدورها، جملة من الوسائل والإجراءات؛ مبينا أن المطهرات تتصدر تلك الوسائل وتتم صناعتها انطلاقا من عدة مواد بينها تلك الأكثر توفرا وتداولت عندنا مثل الصابون و ماء جافيل الذي يقضي على كثير من مسببات الأمراض بما في ذلك الفيروسات.. بالإضافة إلى مكعبات أخرى مثل الكحول التي تشكل عائلة كبيرة لكن أكثرها صلاحية للاستعمال الطبي يبقى "ليتانيوم" أما "الميتانيوم" فغير صالح للاستعمال.
كما توجد مركبات أخرى مثل "ليزالد ديفيد"، وهي مركبات فعالة، خاصة ضد البكتيريا التي تسبب السل، لكنها لها جوانب سلبية على الصحة إذ تسبب ضيقا في التنفس.
ويوجد نوع ثالث من المركبات هو "لي باز ديود" وتستخدم هي الأخرى كمطهرات ومعقمات في الوقت ذاته، وتستخدم عادة لتطهير بعض المعدات الطبية ولها سلبيات..
كما توجد مركبات أخرى فعالة جدا ضد البكتيريا والفيروسات لكنها، في المقابل، شديدة السمية".
وأضاف الخبير الكيميائي: "من وجهة نظري يشكل الصابون المعروف محليا يصابون "البار" مطهرا جيدا خاصة وأنه الأكثر توفرا عندنا وهو جيد من عدة نواحي ولا سلبية في استعماله خاصة بالنسبة لمن لا يعانون من حساسية مفرطة تجاهه، وهو سهل الاستعمال ومتوفر للجميع بأسعار منخفضة وييقي المطلوب في مجال النظافة.
من المعلوم أن المطهرات، بشكل عام، تعمل على قتل الجراثيم عموما وتوقف نموها، وتخضع التقسيمات ساتناولها هنا دون الخوض في كثير من التفاصيل الفنية.
قمة اعتبارات أساسية أصلا كي نتمكن من اختيار ما نحتاجه اي اختيار المادة المناسبة حسب الحاجة إليها؛ أي لماذا نريد هذا المطهر بالذات؟ هناك أربع نقاط أساسية للحصول على الإجابة:
أولا: هل هو فعال ولماذا نريده؟
ثانيا: سرعة المفعول في بلوغ الهدف المراد منه
ثالثا: سلامة وأمان مستخدمه وإن سبب له ضررا يكون ضعيفا جدا
رابعا، وهي أساسية: ينبغي أن يكون سهل الاستخدام بحيث يمكن للجميع استخدامه.
هذه هي المعايير التي يتم على أساسها اختيار المطهرات بشكل عام..
في موضوع استعمال المطهرات.. بالنسبة لنا هنا مثلا، ثمة حالتان للاستعمال: الاستعمال الشخصي والاستعمال المنزلي.
بالنسبة للاستعمال الشخصي في الحالة العادية ينبغي أن يكون الشخص مواظبا عليه عند الدخول إلى المنزل وعند الخروج منه؛ ويكفي خلط الصابون بماء حافيل مع أن الصابون وحده معقم.
وبالنسبة للاستخدام المنزلي ينبغي استعمال ماء جافيل مع مياه الغسل والتنظيف خاصة في المنازل ذات الأرضية المبلطة ويستحسن خلطه بمساحيق الصابون (أومو) فذلك يكفي للتعقيم والتطهير".
وفي معرض رده على سؤال يتعلق بتوفر موريتانيا على مختبرات قادرة على إجراء تحاليل ناجعة للمواد الاستهلاكية، قال الدكتور حسني ولد اطفيل: "لدينا مختبرات ليست بكامل المواصفات المطلوبة لكنها قادرة على أداء المهمة أن توفرت لها الإمكانيات الضرورية.
ويمكنني طمأنتكم على ان المختبر الخاص بالصيد مضمون وتحاليله التي يجري معترف بها دوليا، وجميع منتجاتنا التي تدخل السوق الأوروبية، وهي كثيرة، يتم اعتمادها علما بأن الأوروبيين حريصون على كثيرا على صحتهم وعلى جودة المواد التي يستهلكونها، وهم يقرون بجودة التحاليل التي تجري عندنا وبالتالي فالمختبر يتوفر على الطواقم الفنية اللازمة ولديه القدرة التامة على القيام بمهامه على الوجه الأكمل. غير أن لديه خصوصيته، فهو مشترك مع السوق الأوروبية بشكل مباشر وهذا ما جعله يحظى بأهمية كبرى،ومن هنا فهو قادر، تماما، على القيام بمهام أخرى كفحص المواد الغذائية علما بأن ذلك يحتاج لإذن رسمي".