مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وفي ظل استمرار الإجراءات الاحترازية الهادفة إلى منع تفشي وباء "كورونا"؛ خاصة منع التجمع وحظر التجوال وغلق الحدود بين كافة الولايات؛ فضلا عن تعليق صلاة الجمعة؛ حاورت وكالة "موريتانيا اليوم" فضيلة الفقيه الدكتور الشيخ ولد محمد عينينا ولد أعلي ، عضو منتدى العلماء والأئمة في موريتانيا و عضو المجلس العلمي لإذاعة القرآن الكريم و رئيس مركز (محظرة الفوز للتعاليم الاسلامية ) التي تخرج حفظة كتاب الله وحملة علوم الشريعة الإسلامية و علوم اللغة العربية في موريتانيا الموجود حاليا في دولة قطر الشقيقة ، حول فقه النوازل وما يتضمنه من أحكام وفتاوى بشأن الظروف الاستثنائية بما فيها أوضاع الكوارث والجوائح والأوبئة، مثل جائحة "كورونا" التي دفعت بدول العالم الإسلامي إلى تعليق صلاة الجمعة وصلاة الجماعة في المساجد، وكذا زيارات صلة الرحم وعيادة المرضى..
في البداية بين الدكتور الشيخ ولد محمد عينينا ولدأعلي إن الإسلام أوجب الحفاظ على النفس كما أن آراء الأطباء ملزمة الفقهاء والفتوى الرسمية يجب اتباعها؛ مبرزا أن هناك عبر تستخلص من هذه الجائحة التي أثبتت للعالم بأسره قدرة الله سبحانه وتعالى وكيف أن كائنا غير مرئي تمكن من اختراق كل الحدود وهزم الجيوش وحاملات الطائرات، وأغلق الملاهي والملاعب، وألزم الناس بالبقاء في بيوتهم، وقهر جبروت الملوك والرؤساء والوزراء.
وأضاف أنه يجب على الجميع التقيد والالتزام بالإجراؤات المتخذة من أجل الوقاية، حيث يحرم التجاسر عليها وخرقها لنشر المرض وزرع البلبلة والهلع داخل المجتمع.
و فيما يتعلق بصلاة الجمعة قال الدكتور إن " الجمعة واجبة فرض يومها لكن نظرا إلى أن تعليقها قرار أجمعت عليه الأمم وابنته منظمة الصحة العالمية وقال به الأطباء المسلمون في كل مكان، فقد أصبح مسألة لا إشكال فيها".
وحول اقتراب حلول شهر رمضان في ظل استمرار الظروف الراهنة، قال الدكتور الشيخ ولد أعلي : "أمامنا شهر رمضان ويجب أن ننتهزه للعبادة والدعاء وطلب العون للمسلمين ليرفع الله عنهم البلاء.
و أضاف الدكتور في هذا الموضوع " لا بد من صيام رمضان إلا إذا ترتب على ذلك ضرر بين، بعد تجريب الصوم.. وقد نص الفقهاء على أن ما زاد على العطش غير المعتاد يجوز لصاحبه أن يفطر.. فإذا أحس الصائم أن الصوم يسبب له المرض، ينبغي أن يستشير الطبيب لكن بعد أن يجرب الصوم حتى يتأكد من الضرر، أو يقول الطبيب إنه لا يستطيع الاستغناء عن الشرب والأكل كل ساعتين مثلا كي لا يتضرر الجسم.. ولكل مقام مقال"
وأي تصرف قد يسبب ضررا حتميا مؤكدا للناس، بمعنى أي تنقل أو مصافحة أو تجمع من الواجب تجنبه لأنه يصبح حراما إن ترتبت عليه مخالفة لواجب حفظ النفس؛ وهذا من المبادئ الأساسية التي أجمعت الشرائع من آدم عليه السلام إلى يومنا هذا على وجوبها مثل حفظ العرض والمال، الخ... وبالتالي فالمسألة لا لبس فيها..