موريتانيا بالمقياس المادي دولة في مؤخرة الترتيب العالمي على سلم التنمية، ولا يعبأ بها احد من الإخوة العرب والمسلمين، لانها في مؤخرة القافلة، كل ذلك بالحسابات المادية، والقيمة التداوية الرقمية، لكن هل هناك ما يسمح لموريتانيا أن تسجل نفسها على سلم القيم الأخرى،
وهل يمكن ان تقدم درسا من أي نوع للإنسانية المأزومة اليوم بازمة لا تقدر في الحسبان أي اعتبار للقيمة الرقمية المادية، وإنما تستدعي العدول عن ذلك إلى قيم إنسانية قد يتداول بها أي إنسان مهما كان ترتيبه على سلم الرفاه المادي وتطوره التقني.
بكل أخلاقية، وإنكار للذات حققت موريتانيا في ظروف أقل ملاءة من الناحية المادية مالم تحققه أي دولة في العالم، حيث،
لم يظهر فيروس كورونا في دولة واستطاعت الانتصار على موجته الاولى حتى الآن، فقد دخل الوبا ء جميع الدول بإصابة واحدة ولم يزل يتطور بمتتالية هندسية، واحد، اثنان، اربعة، ثمانية.. الى آخره.
وقد دخل بنفس الطريقة الى موريتانيا، وتمت مكافحته بنسبة ستة من سبعة، وكانت حالة الوفاة الوحيدة بدون علامات ظاهرة، وتماثلت جميع الحالات الست للتعافي وخلت البلاد لله الحمد من الموجة الكاسحة.
ولو ان الامر حدث في دولة أخرى لقامت الدنيا ولم تقعد، وسجلت الدولة على مقياس موسوعة جينس للأرقام القياسية
بكل هدوء وحنكة ومهارة، واتكال على الله، وإيمان بلطفه، ٠وحمايته، استطاعت بلادنا ان تصل إلي بر الأمان، دون أي جلبة او صياح اونداءات استغاثة يائسة لمد يد المساعدة الإنسانية.
كانت ملحمة موريتانية بامتياز بدليل ان سفينتنا، موريتانيا هي التي نجت وحدها من الجائحة الكونية المهولة، ونرجو من الله ان يولينا النجاة مستقبلا. ونتمثل ونحن أمة الكلمة المجنحة بقول القائل،
فعلت بنا في اول الامر كله
جميلا فأتبع اول الامر آخره.
نعم لم لايستخلص الأقوياء الدرس من موريتانيا، في منهج المكافحة رم تخلفها، ويستقصون عن الأسباب المرئية على الأقل وهم سدنك السببية المادية.
لقد عادت موريتانيا إلى رصيدها الإيماني بصدق، واعلنت خوفها دون خجل من خالق الأسباب المعروفة والخفية اولا، ولم تكن لديها عقدة من الخنوع لقاهر الاكوان، الملك الديان ثم عادت إلى مخزونها الأخلاقي، وتجربتها الدقيقة في استيفاء اسباب السلامة، ما استطاعت، فوفقها الله قيادة وقاعدة واطباء لطريق النجاة.
نعم لقد كانت التجربة الموريتانية المتكاملة درسا عالميا، يمكن للجميع ان يتعلموا منه، لكن حجاب المعاصرة المادية، ورصيد العادات السابقة من صرف النظر عنها قديحول بين الآخرين ونجاح هذه التجربة المتكاملة ماديا وروحيا. نعم، اقولها بدون خجل، تعلموا ايها الكبار من موريتانيا فقد كانت معلَمة عبر التاريخ ودرسها اليوم درس كوني، فاسالوها تنجحوا. لم لا،
الدكتور محمد ولد احظانا